للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والله هو الذي خلق السموات السبع المتطابقة بعضها فوق بعض، كل سماء مطبقة على الأخرى كالقباب، وجعل القمر نورا منيرا في سماء الدنيا، والشمس مصباحا مضيئا لأهل الأرض، للتمكن من العمل والتصرف من أجل المعايش.

وكما خلق آدم من أديم الأرض كلها، وتناسلت ذريته من بعده، يعيد الله الناس إلى الأرض موتى بالدفن في القبور، ثم يخرجهم منها بالنشور للبعث يوم القيامة. والعودة إلى دلائل الأنفس هنا كالتفسير لقوله: {خَلَقَكُمْ أَطْواراً}.

والله سبحانه جعل لعباده الأرض مبسوطة لسلوك الطرق الواسعة الميسرة فيها.

وقد بدأ هنا بدلائل الأنفس؛ لأن نفس الإنسان أقرب الأشياء إليه وقد يبدأ بدلائل الآفاق؛ لأنها أبهر وأعظم.

والخلاصة: أورد الله تعالى على لسان نوح عليه السلام أربعة أدلة على التوحيد: الأول- {وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً} والثاني-خلق السموات والشمس والقمر والثالث-الإنبات من الأرض والرابع-جعل الأرض منبسطة ذات طرق واسعة.

[أنواع من قبائح قوم نوح وأقوالهم وأفعالهم]

{قالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاِتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاّ خَساراً (٢١) وَمَكَرُوا مَكْراً كُبّاراً (٢٢) وَقالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً (٢٣) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً وَلا تَزِدِ الظّالِمِينَ إِلاّ ضَلالاً (٢٤) مِمّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْصاراً (٢٥) وَقالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيّاراً (٢٦) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلاّ فاجِراً كَفّاراً (٢٧) رَبِّ اِغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَلا تَزِدِ الظّالِمِينَ إِلاّ تَباراً (٢٨)}

<<  <  ج: ص:  >  >>