للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-٤ -

نعم أخرى على إبراهيم وإنجاؤه مع لوط‍ إلى الأرض المباركة

{وَنَجَّيْناهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ (٧١) وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً وَكُلاًّ جَعَلْنا صالِحِينَ (٧٢) وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ وَكانُوا لَنا عابِدِينَ (٧٣)}

البلاغة:

{فِعْلَ الْخَيْراتِ وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ} عطف الصلاة والزكاة على فعل الخيرات من باب عطف الخاص على العام للتفضيل؛ فإنهما من فعل الخيرات، وخصهما بالذكر لفضلهما ورفعة مرتبتهما.

العالمين الصالحين العابدين سجع لطيف.

المفردات اللغوية:

{وَلُوطاً} ابن أخي إبراهيم {إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ} أي من العراق إلى أرض فلسطين في الشام، التي بارك الله فيها بكثرة الأنهار والأشجار، أو لأن أكثر الأنبياء بعثوا فيها، فانتشرت في العالمين شرائعهم التي هي مبادئ الكمالات والخيرات الدينية والدنيوية. روي أن إبراهيم نزل بفلسطين، ولوط‍ بالمؤتفكة، وبينهما مسافة يوم وليلة {وَوَهَبْنا لَهُ} أي لإبراهيم، وكان قد سأل ولدا، كما جاء في سورة الصافات {نافِلَةً} عطية ومنحة، وهي حال من إسحاق ويعقوب، أو المراد: زيادة على ما سأل وهو إسحاق، فتختص كلمة {نافِلَةً} بيعقوب، ولا بأس به للقرينة، كما قال البيضاوي.

{وَكُلاًّ} أي الأربعة: هو وولداه ولوط‍ {جَعَلْنا صالِحِينَ} أنبياء، ووفقناهم للصلاح،

<<  <  ج: ص:  >  >>