الكمال، في جميع الأوقات المتعاقبة، وقرن التسبيح بالتحميد على نعم الله وآلائه، والصلوات المفروضة الخمس بعض مظاهر التسبيح والتحميد لاشتمالها على ذلك. وقد استدل ابن عباس كما تقدم بهذه الآيات على بيان عدد الصلوات الخمس في القرآن.
وذلك دليل على الإيمان، وعلى فضل التسبيح والتحميد،
قال صلّى الله عليه وسلّم:«من قال حين يصبح: {فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ.}. الآية، أدرك ما فاته في ليلته، ومن قال حين يمسي، أدرك ما فاته في يومه».
وقال صلّى الله عليه وسلّم:«من سرّه أن يكال له بالقفيز الأوفى فليقل: {فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} الآية».
٢ - يتجلى كمال قدرة الله عزّ وجلّ ويثبت وجوده بتفرده بالخلق والإيجاد، والإعدام، والإحياء والإماتة، فهو سبحانه يخلق الأشياء المتقابلة أو المتضادة بعضها من بعض، فهو يخرج الحي من الميت، ويخرج الميت من الحي، ويحيي الأرض بعد موتها أو يبسها، وكما أحيا الأرض بإخراج النبات بعد همودها، كذلك يحيي الناس بالبعث.
قال القرطبي: وفي هذا دليل على صحة القياس. أي أنه قاس إحياء الموتى من القبور على إحياء الأرض الميتة بالمطر الذي ينبت النبات الأخضر الزاهي.