يعبدها، لأنها جمادات، ولا تقدر على التصرف في شيء بالإحياء، والإماتة، والنشور: الإحياء بعد الموت، فهل بعد هذا يقبل عاقل اتخاذها آلهة معبودة؟! لقد احتقر الإنسان نفسه إذ يسجد لصنم أو وثن، أو يستوعب مثل هذه الخرافات والأباطيل.
{وَقالُوا: أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ} أساطير: خبر مبتدأ محذوف، أي هذه أساطير الأولين، والأساطير: جمع أسطورة، أو أسطار: وهو ما سطره المتقدمون.
المفردات اللغوية:
{إِنْ هَذا} ما القرآن. {إِلاّ إِفْكٌ} كذب واختلاق. {اِفْتَراهُ} اختلقه محمد. {قَوْمٌ آخَرُونَ} جماعة من اليهود، فإنهم يلقون إليه أخبار الأمم، وهو يعبر عنه بعبارته، وقيل: هم جبر ويسار وعدّاس. {ظُلْماً} الظلم: وضع الشيء في غير موضعه، وهو هنا جعل الكلام المعجز إفكا مختلفا متلقفا من اليهود. {وَزُوراً} الزور: الكذب والقول الباطل البعيد عن الحق، وهو هنا نسبة ما هو بريء منه إليه. والمعنى: جاؤوا بالأمرين: الظلم والزور، أي الكفر والكذب.
{وَقالُوا} أيضا: هو {أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ} أكاذيب المتقدمين التي سطروها وهو جمع أسطورة أو أسطار. {اِكْتَتَبَها} انتسخها من ذلك القوم، بأن كتبها بنفسه أو استكتبها وأمر بكتابتها. {تُمْلى عَلَيْهِ} تقرأ عليه ليحفظها. {بُكْرَةً وَأَصِيلاً} غدوة وعشية، أو صباحا ومساء، والمراد: دائما.