للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{يَعْبُدُونَنِي} جملة فعلية في موضع نصب على الحال من {الَّذِينَ} أو استئناف كلام جديد.

{لا يُشْرِكُونَ} حال من واو {يَعْبُدُونَنِي}.

البلاغة:

{مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً} طباق بين الخوف والأمن.

المفردات اللغوية:

{وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ} خطاب للرسول صلّى الله عليه وسلم والأمة {لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ} ليجعلنهم خلفاء متصرفين في الأرض تصرف الملوك في ممالكهم {كَمَا اسْتَخْلَفَ} مبني للمعلوم، وقرئ مبنيا للمجهول {الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} من بني إسرائيل في مصر وفلسطين بدلا عن الجبابرة: فرعون وأمثاله {وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ} وهو الإسلام بالتقوية والتثبيت وإظهاره على جميع الأديان، فالتمكين: هو جعل هذا الدين ممكّنا في الأرض بتثبيت قواعده وإعزاز جانبه {وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً} أي وليجعلنهم بعد الخوف من الكفار في حالة أمن وسلام، وقد أنجز الله وعده لهم بما ذكر، فكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم وأصحابه في مكة عشر سنين خائفين، ثم هاجروا إلى المدينة، وبقوا مستنفرين في السلاح صباح مساء، حتى أنجز الله وعده، فغلّبهم على العرب كلهم، وفتح لهم بلاد الشرق والغرب. وفيه دليل على صحة النبوة بالإخبار عن الغيب على ما هو به، وعلى صحة خلافة الراشدين.

{يَعْبُدُونَنِي} حال من {الَّذِينَ} لتقييد الوعد بالثبات على التوحيد، أو استئناف ببيان المقتضي للاستخلاف والأمن {لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً} حال من واو {يَعْبُدُونَنِي} أي يعبدونني غير مشركين {وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ} أي ومن ارتد، أو كفر هذه النعمة بعد الوعد أو حصول الخلافة {فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ} الكاملون في فسقهم حيث ارتدوا بعد وضوح مثل هذه الآيات، أو كفروا تلك النعمة العظيمة. وأول من كفر به قتلة عثمان رضي الله عنه، فصاروا يقتتلون بعد أن كانوا إخوانا.

{وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ.}. معطوف على قوله: {أَطِيعُوا اللهَ} والفاصل وإن طال وعد على المأمور به، فيكون تكرارا للأمر بطاعة الرسول صلّى الله عليه وسلم لتأكيد وجوبها، وتعليق الرحمة بها، أي بالطاعة {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} أي راجين الرحمة.

{لا تَحْسَبَنَّ} الخطاب للرسول {مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ} أي لا تلحقهم قدرة الله على

<<  <  ج: ص:  >  >>