{إِنّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ} استخلفناك على الملك فيها لتدبير أمور الناس {وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى} هوى النفس {فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ} عن الدلائل الدالة على الحق {بِما نَسُوا} بنسيانهم {يَوْمَ الْحِسابِ} المرتب لهم، لضلالهم عن السبيل الحق، فإن تذكر يوم الحساب يقتضي ملازمة الحق ومخالفة الهوى.
المناسبة:
بعد إنذار قريش بحال الكفار الغابرين، وبعد أمر النبي ص بالصبر على أذى قريش وسفاهتهم، أمره الله تعالى بتذكر حال تسعة من الأنبياء، حال ثلاثة منهم تفصيلا، وحال ستة آخرين منهم إجمالا، ليتأسى بما لاقوا من أذى قومهم، محتسبين أجرهم عند الله تعالى.
وبدأ بذكر قصة داود عليه السلام، ليتذكر حال ذلك النبي الشاكر الصابر، ذي القوة في الدين والبدن معا.
ويجب أن تفهم هذه القصة-قصة المحاكمة-على النحو الظاهري المبين في القرآن الكريم، وأن تستبعد الإسرائيليات منها، لمناقضتها مبدأ عصمة الأنبياء، فقد روي في الإسرائيليات أن داود عليه السلام وقع بصره على امرأة تستحم، فأعجبته وعشقها، وكانت زوجة أحد قواده واسمه «أوريا الحثي» فأراد أن يتخلص منه ليتزوج بها، فأرسله في إحدى المعارك وحمّله الراية، وأمره بالتقدم فانتصر، فأرسله مرارا ليتخلص منه حتى قتل، فتزوجها.
قال البيضاوي: هذا هزء وافتراء، ولذلك
قال علي رضي الله عنه:«من حدّث بحديث داود على ما يرويه القصاص، جلدته مائة وستين». وهو حد الفرية على الأنبياء، أي مضاعفا (١).
وأبطل الإمام الرازي هذه الحكاية المفتراة بوجوه ثلاثة ملخصها: