للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعملوا الصالحات بأداء الفرائض والإكثار من النوافل، لكانوا بالتأكيد من جانب الله من الفائزين بالسعادة، فإن «عسى» من الله واجبة، ومن جانبهم على طريق الأمل والرجاء وتوقع النجاة والفوز.

وفي هذا ترغيب في التوبة والتخلص من ظلمة الكفر، وضلال الشرك، وإعمال الفكر في طريق العودة إلى الله إيمانا بوجوده ووحدانيته، وتصديقا بالكتب والرسل والبعث، ومبادرة إلى القيام بالتكاليف الإلهية.

[صاحب الحق المطلق في الاختيار المستحق للحمد والعبادة]

{وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللهِ وَتَعالى عَمّا يُشْرِكُونَ (٦٨) وَرَبُّكَ يَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ (٦٩) وَهُوَ اللهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٧٠)}

الإعراب:

{ما يَشاءُ وَيَخْتارُ، ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ}: {ما} الأولى: اسم موصول بمعنى الذي، في موضع نصب مفعول به ل‍ {يَخْلُقُ}. و {ما} الثانية: نافية لا موضع لها من الإعراب.

البلاغة:

{تُكِنُّ} و {يُعْلِنُونَ} {الْأُولى وَالْآخِرَةِ} بين كل طباق.

المفردات اللغوية:

{وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ} فيه إثبات حرية الخلق والاختيار لله عز وجل، دون موجب عليه ولا مانع له. {ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} فيه نفي الاختيار عن المشركين وغيرهم، والخيرة:

هي الاختيار باصطفاء بعض الأشياء وترك بعض {سُبْحانَ اللهِ} تنزيها لله أن ينازعه أحد في اختياره. {تَعالى} تعاظم وتقدس عن إشراكهم. {تُكِنُّ صُدُورُهُمْ} تخفي أو تسرّ قلوبهم من

<<  <  ج: ص:  >  >>