{أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ}{أَنْ}: إما مفسرة بمعنى (أي) لتضمن الإرسال معنى القول، فلا يكون لها موضع من الإعراب، وإما في موضع نصب بتقدير حذف حرف الجر، أي بأن أنذر.
المفردات اللغوية:
{أَنْ أَنْذِرْ} أي بأن أنذر، أو بإنذار. {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ} إن لم يؤمنوا. {عَذابٌ أَلِيمٌ} مؤلم، في الدنيا بالطوفان، وفي الآخرة بنار جهنم. {نَذِيرٌ مُبِينٌ} بيّن الإنذار. {أَنِ اعْبُدُوا اللهَ} بأن اعبدوا الله. {مِنْ ذُنُوبِكُمْ}{مِنْ} زائدة، فإن الإيمان يغفر به ما قبله، أو تبعيضية لإخراج حقوق العباد. {وَيُؤَخِّرْكُمْ} بلا عذاب. {أَجَلٍ مُسَمًّى} أجل مقدر بوقت معلوم لا يتجاوزه، وهو أقصى ما قدر لكم، وهو أجل الموت. {إِنَّ أَجَلَ اللهِ} إن الأجل الذي قدّره. {إِذا جاءَ} على الوجه المقدر به أجلا. {لا يُؤَخَّرُ} فبادروا في أوقات الإمهال والتأخير. {لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} لو كنتم من أهل العلم والنظر لعلمتم ذلك، ولآمنتم. وفيه دلالة على أنهم لانهماكهم في حب الحياة العاجلة، كأنهم شاكون في الموت.
التفسير والبيان:
{إِنّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ} أي إنا بعثنا نوحا أول رسول أرسله الله إلى قومه، وقلنا له: أنذر قومك بأس الله قبل أن يأتيهم عذاب شديد الألم، وهو عذاب النار، أو الإغراق بالطوفان، فإن تابوا وأنابوا رفع عنهم.