للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غينا وغيهم، وإن كان تسويلنا داعيا لهم إلى الكفر، والغواية: الضلال. {تَبَرَّأْنا إِلَيْكَ} منهم أي من عبادتهم إيانا. {ما كانُوا إِيّانا يَعْبُدُونَ} {كَما} نافية، أي ما كانوا يعبدوننا، وإنما كانوا يعبدون أهواءهم.

{اُدْعُوا شُرَكاءَكُمْ} أي الأصنام الذين تزعمون أنهم شركاء الله. {فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ} أي فلم يجيبوا دعاءهم، لعجزهم عن الإجابة والنصرة. {وَرَأَوُا الْعَذابَ} أبصروه هم. {لَوْ أَنَّهُمْ كانُوا يَهْتَدُونَ} في الدنيا، لما رأوه في الآخرة.

{فَعَمِيَتْ} خفيت. {الْأَنْباءُ} الأخبار والحجج التي تنجيهم. {يَوْمَئِذٍ} أي يوم القيامة، لم يجدوا خبرا لهم فيه نجاة، أي فصارت الأنباء كالعمى عليهم لا تهتدي إليهم، وأصله:

فعموا عن الأنباء، لكنه عكس مبالغة ودلالة على أن ما يحضر الذهن إنما يأتي من خارج. {فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ} لا يسأل بعضهم بعضا عن الجواب لفرط‍ الدهشة.

{فَأَمّا مَنْ تابَ} من الشرك. {وَآمَنَ} صدق بتوحيد الله. {وَعَمِلَ صالِحاً} أدى الفرائض، وجمع بين الإيمان والعمل الصالح. {مِنَ الْمُفْلِحِينَ} الناجحين عند الله، وعسى: تحقيق على عادة الكرام، أو ترج من التائب بمعنى فليتوقع أن يفلح.

المناسبة:

بعد بيان كون التمتع في الدنيا بزخارفها دون طاعة الله وشكره على نعمه سببا في عذاب الكافر يوم القيامة، أبان الله تعالى حالة الإهانة والتقريع للمشركين أو الكافرين حين يسألهم الله تعالى يوم القيامة ثلاثة أسئلة يحارون في الجواب عنها، وهي السؤال عن آلهتهم التي عبدوها في الدنيا، وعن دعوتهم لها، وعما أجابوا به الرسل الذين دعوهم إلى الإيمان بربهم.

التفسير والبيان:

يخبر الله تعالى عما يوبخ به الكفار المشركين يوم القيامة بحيث يناديهم ويسألهم عن ثلاثة أشياء:

الأول-السؤال عن نصرة الآلهة المزعومة: {وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ: أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} أي واذكر أيها الرسول يوم ينادي الحق تعالى

<<  <  ج: ص:  >  >>