{فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ} فيه إطلاق العام وإرادة الخاص؛ لأن المراد بها صلاة الخوف.
{فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ، إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً} فيه إطناب بتكرار لفظ الصلاة، تنبيها على فضلها.
المفردات اللغوية:
{وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ} سافرتم فيها {جُناحٌ} تضييق، وهذا يدل للشافعي أن القصر رخصة لا واجب {أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ} تتركوا شيئا منها بأن تصلوا الصلاة الرباعية ركعتين فقط {يَفْتِنَكُمُ} يؤذوكم بالقتل أو غيره أو ينالوكم بمكروه {الَّذِينَ كَفَرُوا} بيان للواقع إذ ذاك، فلا مفهوم له. وبينت السنة أن المراد بالسفر: الطويل وهو أربعة برد وهي مرحلتان تقدر ب (٨٩ كم){عَدُوًّا مُبِيناً} بيّني العداوة.
{فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ} إقامة الصلاة: الذكر الذي يدعى به للدخول في الصلاة. وهذا جري على عادة القرآن في الخطاب، فلا مفهوم له. {أَسْلِحَتَهُمْ} جمع سلاح: وهو كل ما يقاتل به من الأسلحة القديمة كالسيف والخنجر والسهم، والأسلحة الحديثة كالبندقية والمسدس والمدفع ونحوها.
{قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ} أديتموها {فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ} ائتوا بها مقوّمة تامة الأركان والشروط {كِتاباً مَوْقُوتاً} فرضا ثابتا محددا بوقت معلوم لا بد من أدائها فيه.
سبب النزول:
نزول الآية (١٠١):
{وَإِذا ضَرَبْتُمْ}:
أخرج ابن جرير الطبري عن علي قال: سأل قوم من بني النجار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقالوا: يا رسول الله، إنا نضرب في الأرض، فكيف نصلي؟ فأنزل الله:{وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ، فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ} ثم انقطع الوحي، فلما كان بعد ذلك بحول غزا النبي صلّى الله عليه وسلّم، فصلّى الظهر، فقال المشركون: لقد أمكنكم محمد وأصحابه من ظهورهم، هلا شددتم عليهم؟ فقال قائل منهم: إن لهم أخرى مثلها في أثرها، فأنزل الله بين