فِرْعَوْنَ} إما على حذف مضاف، أي عذاب فرعون أو حال من العذاب كما تقدم. {عالِياً} متكبرا جبارا. {مِنَ الْمُسْرِفِينَ} المتجاوزين الحد في الشر والفساد، وهو خبر ثان أي كان متكبرا مسرفا، أو حال من ضمير {عالِياً} أي كان رفيع الطبقة من بينهم.
{اِخْتَرْناهُمْ} اخترنا بني إسرائيل واصطفيناهم. {عَلى عِلْمٍ} منا بحالهم أي عالمين باستحقاقهم ذلك. {عَلَى الْعالَمِينَ} اخترناهم على عالمي زمانهم. {الْآياتِ} المعجزات، كفلق البحر، وتظليل الغمام، وإنزال المن والسلوى. {ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ} اختبار ظاهر.
المناسبة:
بعد أن بيّن الله تعالى إصرار مشركي مكة على كفرهم، بيّن أن كثيرا من المتقدمين كانوا أمثالهم في تكذيب الرسل، وفي طليعتهم قوم فرعون، الذين كذبوا رسولهم موسى عليه السلام، فنصره الله عليهم، وأغرقهم، وجعلهم عبرة للمعتبر.
التفسير والبيان:
{وَلَقَدْ فَتَنّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ} أي لقد اختبرنا قبل هؤلاء المشركين قوم فرعون، وهم قبط مصر، أرسل الله إليهم رسولا كريما جامعا لخصال الخير والأفعال المحمودة، وهو موسى عليه السلام، وهو كريم على الله، وكريم في قومه.
{أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللهِ، إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ} أي وجاءهم رسول بأن أرسلوا معي عباد الله وهم بنو إسرائيل، وأطلقوهم من العذاب، فإني رسول من الله مؤتمن على الرسالة غير متهم، وهذا كقوله عز وجل:{فَأَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ، وَلا تُعَذِّبْهُمْ، قَدْ جِئْناكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ، وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى}[طه ٤٧/ ٢٠].
ويجوز أيضا أن يكون قوله:{عِبادَ اللهِ} نداء لهم، والتقدير: أدوا إلي يا عباد الله ما هو واجب عليكم من الإيمان، وقبول دعوتي، واتباع سبيلي. وعلل