{ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ} جعل لكم أيها المشركون مثلا كائنا منتزعا من أحوال أنفسكم التي هي أقرب الأمور إليكم. والمثل: الصفة الغريبة التي تشبه المثل في الغرابة. {هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ} أي من مماليككم وعبيدكم. {مِنْ شُرَكاءَ} لكم. {فِي ما رَزَقْناكُمْ} من الأموال وغيرها. {فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ} أي فتكونون أنتم وهم فيه سواء في إمكان التصرف فيه، يتصرفون فيه كتصرفكم مع أنهم بشر مثلكم.
ومن الأولى:{مِنْ أَنْفُسِكُمْ} للابتداء، والثانية:{مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ} للتبعيض، والثالثة:{مِنْ شُرَكاءَ} مزيدة لتأكيد الاستفهام المقصود به النفي.
{تَخافُونَهُمْ} أي تخافون أن يستقلوا بالتصرف فيه. {كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ} أي كما يخاف الأحرار بعضهم من بعض. والمعنى: ليس مماليككم شركاء لكم في أموالكم، فكيف تجعلون بعض مماليك الله شركاء له؟! {كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ} أي مثل ذلك التفصيل نبين الآيات بالتمثيل الموضح للمعاني.
{لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} يتدبرون، يستعملون عقولهم في تدبر الأمثال. {ظَلَمُوا} بالإشراك. {بِغَيْرِ عِلْمٍ} جاهلين لا يردعهم شيء. {فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللهُ} أي فمن يقدر على هدايته؟ والمعنى:
لا أحد يهديهم. {وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ} يخلصونهم من الضلالة ويحفظونهم من آفاتها، أي: وليس لهم منقذ من قدرة الله.
سبب النزول:
أخرج الطبراني عن ابن عباس قال: كان يلبي أهل الشرك: لبّيك اللهم