للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنعامك علي بالمغفرة اعصمني فهو استعطاف، أو هو قسم محذوف الجواب، أي أقسم بإنعامك علي بالمغفرة وغيرها لأتوبن. {فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ} أي فلن أكون معينا لمن أجرم بعد هذه إن عصمتني.

{خائِفاً يَتَرَقَّبُ} ينتظر ما يناله من أذى أي استقادة أو قود (قصاص). {اِسْتَنْصَرَهُ} طلب نصره وعونه. {يَسْتَصْرِخُهُ} يستغيث به على قبطي آخر. {لَغَوِيٌّ} ضال. {مُبِينٌ} بيّن الغواية. {فَلَمّا أَنْ} زائدة. {يَبْطِشَ} يضرب بسطوة وقوة وصولة. {بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما} لموسى والمستغيث به. {قالَ} القبطي المصري، أو قال الإسرائيلي المستغيث؛ لأنه سماه غويا، فظن أنه يبطش به. {إِنْ تُرِيدُ} ما تريد. {جَبّاراً فِي الْأَرْضِ} تتطاول على الناس ولا تنظر العواقب. {مِنَ الْمُصْلِحِينَ} يبغون الإصلاح بين الناس، فتدفع التخاصم بالتي هي أحسن. ولما قال هذا سمع القبطي، وانتشر الحديث وبلغ الخبر إلى فرعون وملئه، فعلم أن القاتل موسى، فأخبر فرعون بذلك، فأمر فرعون الذبّاحين بقتل موسى، فهموا بقتله.

{وَجاءَ رَجُلٌ} هو مؤمن آل فرعون. {أَقْصَى الْمَدِينَةِ} آخرها أو من أبعد جهاتها.

{يَسْعى} يسرع في مشيه من طريق أقرب من طريقهم. {إِنَّ الْمَلَأَ} أشراف قوم فرعون.

{يَأْتَمِرُونَ بِكَ} يتشاورون فيك، وسميت المشاورة ائتمارا، لأن كلا من المتشاورين يأمر الآخر ويأتمر به. {فَاخْرُجْ} من المدينة. {إِنِّي لَكَ مِنَ النّاصِحِينَ} في الأمر بالخروج. واللام للبيان، وليس صلة للناصحين لأن معمول الصلة لا يتقدم الموصول. {يَتَرَقَّبُ} يتلفّت يمنة ويسرة.

المناسبة:

بعد بيان ما أنعم الله به على موسى عليه السلام من إنجائه صغيرا من الذبح على يد فرعون، وإيتائه الحكمة والعلم كبيرا تهيئة للنبوة، ذكر ما أنعم به عليه من الخروج آمنا من مصر بعد قتله قبطيا مصريا، كان سبب خروجه من الديار المصرية إلى بلاد مدين.

التفسير والبيان:

{وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها} أي ودخل موسى المدينة التي كان يسكنها فرعون، وهي قرية على بعد فرسخين من مصر، هي-كما قال

<<  <  ج: ص:  >  >>