{قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا} بين الكفر والإيمان طباق.
{أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ أَطْعَمَهُ} استفهام أريد به التهكم.
المفردات اللغوية:
{وَإِذا قِيلَ لَهُمْ} للكفار {اِتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ} احذروا ما هو قدّامكم من الآفات والنوازل وعذاب الدنيا، وما ستواجهون من عذاب الآخرة {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} لتكونوا راجين لرحمة الله. وجواب إذا محذوف تقديره: أعرضوا، دل عليه الآية التي بعدها.
{إِلاّ كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ} أي ما تأتيهم من آية من آيات القرآن إلا أعرضوا عنها، ولم يلتفتوا إليها {وَإِذا قِيلَ لَهُمْ} أي قال فقراء الصحابة {أَنْفِقُوا مِمّا رَزَقَكُمُ اللهُ} أي تصدقوا على الفقراء من الأموال التي رزقكم الله {قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا} استهزاء بهم، وتهكما بقولهم.
{أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ أَطْعَمَهُ} في زعمكم ومعتقدكم، وقولكم: إن الرزاق هو الله، فكأنهم حاولوا إلزام المسلمين قائلين: نحن نوافق مشيئة الله، فلا نطعم من لم يطعمه الله {إِنْ أَنْتُمْ إِلاّ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} أي ما أنتم في قولكم لنا ذلك مع معتقدكم هذا إلا في ضلال واضح، حيث أمرتمونا ما يخالف مشيئة الله. ويجوز أن يكون هذا جوابا لهم، أو حكاية لجواب المؤمنين لهم.