وخبره خبر عن المبتدأ الأول. وجواب الشرط في قوله: {إِنْ أَمْسَكَ} محذوف دل عليه ما قبله، أي فمن يرزقكم؟ {أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا.}. خبر من محذوف دل عليه خبر (من) في الجملة السابقة وهو أهدى.
{قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ} {قَلِيلاً}: نعت لمصدر محذوف، و {ما}: زائدة، و {تَشْكُرُونَ}: مستأنف أو حال مقدرة، أي تشكرون شكرا قليلا.
{وَيَقُولُونَ: مَتى هذَا الْوَعْدُ} {هذَا}: في موضع رفع بالابتداء، و {الْوَعْدُ}: صفة له، أو بدل، و {مَتى}: خبره، وفيه ضمير يعود على {الْوَعْدُ}.
البلاغة:
{أَمَّنْ هذَا الَّذِي} استفهام إنكار.
{أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ} استعارة تمثيلية، مثّل المؤمن بمن يمشي سويا على صراط مستقيم، ومثّل الكافر بمن يمشي مكبا على وجهه إلى طريق جهنم.
{غُرُورٍ}، {نُفُورٍ} سجع مرصع لمراعاة رؤوس الآيات.
المفردات اللغوية:
{أَمَّنْ هذَا} أي من هذا. {جُنْدٌ لَكُمْ} أعوان لكم. {يَنْصُرُكُمْ} يدفع العذاب عنكم.
{مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ} أي غيره يدفع عنكم عذابه، أي لا ناصر لكم. {إِنِ الْكافِرُونَ} أي ما الكافرون. {إِلاّ فِي غُرُورٍ} غرّهم الشيطان بأن العذاب لا ينزل بهم، والمراد أنه لا معتمد لهم.
{أَمَّنْ هذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ} من هذا الذي يرزقكم غير الله؟ {إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ} إن منع عنكم رزقه، بإمساك المطر وسائر أسباب المعيشة، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله تقديره فمن يرزقكم أي لا رازق لكم غيره. {لَجُّوا} تمادوا واستمروا. {فِي عُتُوٍّ} أي تكبر وعناد عن قبول الحق. {وَنُفُورٍ} إعراض وتباعد عن الحق.
{مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ} واقعا على وجهه من حين لآخر. {سَوِيًّا} معتدلا منتصب القامة.
{عَلى صِراطٍ} طريق. {مُسْتَقِيمٍ} قويم مستوي الأجزاء أو الجهة، والمراد تمثيل المؤمن المتدين والمشرك الكافر.
{أَنْشَأَكُمْ} خلقكم. {وَالْأَفْئِدَةَ} القلوب والعقول لتتفكروا وتعتبروا.