{أَلَمْ تَرَ} ألم تنظر {أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ} حظا أو جزءا من التوراة وهم اليهود {أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ} تخطئوا الطريق الحق أو القويم لتكونوا مثلهم {وَاللهُ أَعْلَمُ بِأَعْدائِكُمْ} منكم، فيخبركم بهم لتجتنبوهم {وَكَفى بِاللهِ وَلِيًّا} حافظا لكم منهم يتولى شؤونكم {نَصِيراً} مانعا لكم من كيدهم، أو معينا يدفع شرهم عنكم {مِنَ الَّذِينَ هادُوا} هم اليهود {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ} يغيرون الكلام الذي أنزل الله في التوراة من نعت محمد صلّى الله عليه وسلّم عن مواضعه التي وضع عليها.
{غَيْرَ مُسْمَعٍ} حال بمعنى الدعاء أي لا سمعت، ويجوز أن يريدوا: غير مجاب قولك.
{وَراعِنا} أصلها: راقبنا وانظرنا نكلمك، والمراد بها أنها كلمة سب بلغتهم وهي «راعينا» أو من الرعونة والطيش، وقد نهي عن خطابه بها {لَيًّا} تحريفا بألسنتهم وطعنا وفتلا بها.
{طَعْناً فِي الدِّينِ} قدحا فيه وذما بالإسلام {وَانْظُرْنا} انظر إلينا {وَأَقْوَمَ} أعدل وأسدّ {وَلكِنْ لَعَنَهُمُ اللهُ} أبعدهم عن رحمته {إِلاّ قَلِيلاً} أي إلا إيمانا قليلا لا يعبأ به.
[سبب النزول]
نزلت في يهود المدينة،
قال ابن إسحاق: كان رفاعة بن زيد بن التابوت من عظماء اليهود، وإذا كلم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، لوى لسانه، وقال: أرعنا سمعك يا محمد حتى نفهمك، ثم طعن في الإسلام وعابه، فأنزل الله فيه:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ..} ..
وقال المفسرون: خرج كعب بن الأشرف-أحد أحبار اليهود-في سبعين راكبا من اليهود إلى مكة بعد وقعة أحد، ليحالفوا قريشا على غدر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وينقضوا العهد الذي كان بينهم وبين رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فنزل كعب على أبي سفيان، ونزلت اليهود في دور قريش
فقال أبو سفيان لكعب: إنك امرؤ تقرأ الكتاب وتعلم، ونحن أميون لا نعلم، فأينا أهدى طريقا وأقرب إلى الحق؟ أنحن أم محمد؟ فقال كعب:
اعرضوا علي دينكم، فقال أبو سفيان: نحن ننحر للحجيج الكوماء (الناقة