{كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ} وقرئ: «جمالات»: جمع جمالة، وجمالة جمع جمل، كحجر وحجارة، وذكر وذكارة، فعلى هذا (جمالات) جمع الجمع.
{لا يَنْطِقُونَ وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ}{فَيَعْتَذِرُونَ} عطف على {يَنْطِقُونَ} كأنه قال: لا ينطقون ولا يعتذرون، كقراءة من قرأ:{لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا}[فاطر ٣٦/ ٣٥] بالياء والنون، كأنه قال: لا يقضى عليهم ولا يموتون. فلو حملت الآية على ظاهرها لتناقض المعنى؛ لأنه يصير التقدير: هذا يوم لا ينطقون فيعتذرون، فيكون ذلك متناقضا؛ لأن الاعتذار نطق. أو معطوف على يؤذن، ليدل على نفي الإذن، أي لا إذن فلا اعتذار.
البلاغة:
{تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} تشبيه مرسل مجمل لحذف وجه الشبه، و {كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ} تشبيه مرسل مفصل، وفي التشبيه بالقصر وهو الحصن، تشبيه من جهتين: من جهة العظم، ومن جهة الارتفاع. وفي التشبيه بالجمالات وهي القلوس تشبيه من ثلاث جهات: من جهة العظم، والارتفاع، والصفرة.
{اِنْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ، لا ظَلِيلٍ.}. أسلوب التهكم، سمى العذاب ظلاّ تهكما وسخرية بهم.