{فَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ} الخطاب للرسول صلّى الله عليه وسلم بأسلوب التهييج والإلهاب، لما عرف عنه من زيادة إخلاص وتقوى.
{وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} استعارة مكنية، حذف منها المشبه به، ورمز إليه بشيء من لوازمه، شبّه التواضع ولين الجانب بخفض الطائر جناحه عند إرادة الهبوط، فأطلق على المشبه اسم الخفض.
المفردات اللغوية:
{فَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ، فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ} إن فعلت شيئا مما دعوك إليه، وهذا تهييج للنبي صلّى الله عليه وسلم وإلهاب لزيادة الإخلاص، وتحذير لسائر المكلفين. {عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} هم بنو هاشم وبنو المطلب، وقد أنذرهم جهارا، كما روى البخاري ومسلم، وبدأ بالأقرب منهم فالأقرب؛ لأن الاهتمام بشأنهم أهم،
روى أحمد ومسلم وغيرهما أنه صلّى الله عليه وسلم:«لمّا نزلت هذه الآية، صعد الصفا، وناداهم فخذا فخذا، حتى اجتمعوا إليه، فقال: لو أخبرتكم أن بسفح هذا الجبل خيلا، أكنتم مصدّقي؟ قالوا: نعم، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد».
{وَاخْفِضْ جَناحَكَ} ألن جانبك. {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} الموحدين، و {لِمَنِ}: بيانية أو للتبيين. {فَإِنْ عَصَوْكَ} ولم يتبعوك أي عشيرتك. {بَرِيءٌ مِمّا تَعْمَلُونَ} من عبادة غير الله، أي مما تعملونه أو من أعمالكم. {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ} أي فوض إلى الله جميع أمورك، فهو الذي يقدر على قهر أعدائه ونصر أوليائه.