للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[آداب الداعية وواجباته]

{فَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (٢١٣) وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (٢١٤) وَاِخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اِتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢١٥) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمّا تَعْمَلُونَ (٢١٦) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (٢١٧) الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ (٢١٨) وَتَقَلُّبَكَ فِي السّاجِدِينَ (٢١٩) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٢٢٠)}

البلاغة:

{فَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ} الخطاب للرسول صلّى الله عليه وسلم بأسلوب التهييج والإلهاب، لما عرف عنه من زيادة إخلاص وتقوى.

{وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} استعارة مكنية، حذف منها المشبه به، ورمز إليه بشيء من لوازمه، شبّه التواضع ولين الجانب بخفض الطائر جناحه عند إرادة الهبوط‍، فأطلق على المشبه اسم الخفض.

المفردات اللغوية:

{فَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ، فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ} إن فعلت شيئا مما دعوك إليه، وهذا تهييج للنبي صلّى الله عليه وسلم وإلهاب لزيادة الإخلاص، وتحذير لسائر المكلفين. {عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} هم بنو هاشم وبنو المطلب، وقد أنذرهم جهارا، كما روى البخاري ومسلم، وبدأ بالأقرب منهم فالأقرب؛ لأن الاهتمام بشأنهم أهم،

روى أحمد ومسلم وغيرهما أنه صلّى الله عليه وسلم: «لمّا نزلت هذه الآية، صعد الصفا، وناداهم فخذا فخذا، حتى اجتمعوا إليه، فقال: لو أخبرتكم أن بسفح هذا الجبل خيلا، أكنتم مصدّقي؟ قالوا: نعم، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد».

{وَاخْفِضْ جَناحَكَ} ألن جانبك. {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} الموحدين، و {لِمَنِ}: بيانية أو للتبيين. {فَإِنْ عَصَوْكَ} ولم يتبعوك أي عشيرتك. {بَرِيءٌ مِمّا تَعْمَلُونَ} من عبادة غير الله، أي مما تعملونه أو من أعمالكم. {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ} أي فوض إلى الله جميع أمورك، فهو الذي يقدر على قهر أعدائه ونصر أوليائه.

<<  <  ج: ص:  >  >>