{خَشْيَةِ رَبِّهِمْ} خوف من عقابه أو عذابه. {مُشْفِقُونَ} حذرون، والإشفاق: نهاية الخوف، وليس هذا هو المراد، وإنما المراد لازمه وأثره وهو دوام الطاعة.
{بِآياتِ رَبِّهِمْ} المنصوبة والمنزلة، أي الآيات الكونية في الأنفس والسموات والأرض، والآيات المنزلة وهي القرآن. {يُؤْمِنُونَ} يصدقون. {لا يُشْرِكُونَ} شركا جليا ولا خفيا.
{يُؤْتُونَ} يعطون. {ما آتَوْا} ما أعطوا من الصدقات والأعمال الصالحة. {وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} أي خائفة ألا تقبل منهم. {أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ} أي بأنهم راجعون إلى الله؛ لأن مرجعهم إليه.
{أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ} يرغبون في الطاعات أشد الرغبة، فيبادرونها. {وَهُمْ لَها سابِقُونَ} فاعلون السبق لأجلها، أو سابقون الناس لأجلها. {وُسْعَها} ما يسع الإنسان فعله دون مشقة ولا حرج. {كِتابٌ} هو صحيفة الأعمال. {بِالْحَقِّ} بالصدق لا يوجد فيه ما يخالف الواقع.
المناسبة:
بعد أن ذم الله تعالى الذين فرقوا دينهم بقوله:{أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ، نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ} أردف بعده صفات من يسارع حقيقة في الخيرات، وهي أربع صفات: خشية الله، والإيمان بآيات ربهم، ونفي الشريك لله تعالى، ويؤدون حقوق الله تعالى كالزكاة والكفارة، وحقوق الآدميين كالودائع والديون، وقلوبهم خائفة ألا يتقبّل ذلك منهم.