للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البلاغة:

{فَأَسَرَّها} .. {وَلَمْ يُبْدِها} بينهما طباق. {شَيْخاً كَبِيراً} فيه إطناب للاستعطاف.

{وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ} مجاز مرسل علاقته المحلية أي أهل القرية. {يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ} بينهما جناس الاشتقاق. {تَاللهِ تَفْتَؤُا} إيجاز بالحذف، أي والله لا تفتأ.

{وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ} استعار الروح وهو تنسيم الريح الطيبة النسيم، للفرج بعد الكرب، واليسر بعد الشدة.

المفردات اللغوية:

{إِنْ يَسْرِقْ} بنيامين. {فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ} قيل: ورثت عمته من أبيها منطقة إبراهيم عليه السلام، وكانت تحضن يوسف وتحبه، فلما شبّ أراد يعقوب انتزاعه منها، فشدت المنطقة على وسطه، ثم أظهرت ضياعها، فتفحص عنها، فوجدها محزومة عليه، فصارت أحق به في حكمهم. وقيل: كان لأبي أمه صنم من ذهب، فسرقه، وكسره، وألقاه في الجيف، لئلا يعبده.

{فَأَسَرَّها يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِها} لم يظهرها لهم، والضمير يعود للكلمة أو الجملة التي في قوله:

{قالَ: أَنْتُمْ شَرٌّ مَكاناً} أي فأسرّ الجملة أو الكلمة التي هي قوله: {أَنْتُمْ شَرٌّ مَكاناً}.

{قالَ} في نفسه. {أَنْتُمْ شَرٌّ مَكاناً} أي شر منزلة من يوسف وأخيه، لسرقتكم أخاكم من أبيكم وظلمكم له. {وَاللهُ أَعْلَمُ بِما تَصِفُونَ} أي والله عالم أنه لم يصح لي ولا لأخي سرقة، وليس الأمر كما تذكرون من أمره، أو وهو يعلم أن الأمر ليس كما تصفون.

{إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً} في السن أو القدر، يحبه أكثر منا، ويتسلى به عن ولده الهالك، ويحزنه فراقه، وهذا استعطاف له عليه. {فَخُذْ أَحَدَنا مَكانَهُ} استعبده بدلا منه، فإن أباه مستأنس به. {مِنَ الْمُحْسِنِينَ} في أفعالك إلينا، فأتمم إحسانك، أو من المتعوّدين الإحسان، فلا تغير عادتك. {مَعاذَ اللهِ} أي نعوذ بالله ونلجأ إليه. {أَنْ نَأْخُذَ} من أن نأخذ، ولم يقل:

من سرق، تحرزا من الكذب. {إِنّا إِذاً} إن أخذنا غيره مكانه {لَظالِمُونَ} في مذهبكم، لو أخذنا غيره مكانه، كنا من الظلمة.

{اِسْتَيْأَسُوا} يئسوا يأسا كثيرا من يوسف وإجابته إياهم، وزيادة السين والتاء للمبالغة.

{خَلَصُوا} انفردوا واعتزلوا الناس. {نَجِيًّا} متناجين متشاورين سرا، يناجي بعضهم بعضا، وإنما وحده لأنه مصدر أو بزنة المصدر، كما قيل: هم صديق، وجمعه أنجية كنديّ وأندية.

{قالَ كَبِيرُهُمْ} سنا: روبيل أو يهوذا، أو كبيرهم في الرأي وهو شمعون. {مَوْثِقاً} عهدا. {مِنَ اللهِ} في أخيكم، وإنما جعل حلفهم بالله موثقا منه، لأنه بإذن منه وتأكيد من

<<  <  ج: ص:  >  >>