{لَما}: من قرأ بكسر اللام علقها بأخذ، وما بمعنى الذي. ومن فتح اللام جعلها لام الابتداء، وهي جواب لما دل عليه الكلام من معنى القسم؛ لأن أخذ الميثاق إنما يكون بالأيمان والعهود، ويجوز حينئذ أن تكون «ما» بمعنى الذي أو شرطيه، فإذا كانت بمعنى «الذي» كانت مرفوعة مبتدأ، و {آتَيْتُكُمْ}: صلته، والعائد محذوف تقديره: آتيتكموه، وخبر المبتدأ:{مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ}، و {مِنْ}: زائدة، وقوله:{ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ} معطوف على الصلة، وعائده محذوف تقديره: ثم جاءكم رسول به.
وإذا كانت شرطية فهي في موضع نصب بآتيتكم، و {آتَيْتُكُمْ} في موضع جزم بما، وكذا {ثُمَّ جاءَكُمْ}. وقوله:{لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ} جواب قسم مقدر ينوب عن جواب الشرط، وحينئذ لا تحتاج الجملة إلى عائد، ولهذا كان هذا الوجه أوجه عند كثير من المحققين، لعدم العائد في الجملة المعطوفة إذا كانت شرطية.
{طَوْعاً وَكَرْهاً} منصوبان على المصدر في موضع الحال، أي طائعين ومكرهين.
البلاغة:
{لَما آتَيْتُكُمْ} التفات من الغيبة في قوله: {النَّبِيِّينَ} إلى الحاضر.