و {مِنْ أَيّامٍ} صفة مرفوعة لكلمة عدة و {أُخَرَ} جمع أخرى، وهو فعلى التي هي للتفضيل وهي صفة أيام، وممنوعة من الصرف للوصف والعدل عن آخر.
{فِدْيَةٌ} مبتدأ، وخبره: وعلى الذين يطيقونه، مقدم عليه. {طَعامُ مِسْكِينٍ} بدل من فدية. ولم يجمع {مِسْكِينٍ} لأن الواجب في ابتداء الإسلام كان إطعام مسكين، ثم نسخ ذلك بقوله:{فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} والطعام بمعنى الإطعام، كالعطاء بمعنى الإعطاء. {شَهْرُ رَمَضانَ} مبتدأ، وخبره:{الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}. و {هُدىً} حال من القرآن، أي هاديا للناس. و {بَيِّناتٍ} عطف عليه.
{الشَّهْرَ} منصوب على الظرفية، وتقديره:«فمن شهد منكم الشهر في المصر» لأن المسافر قد شهد الشهر ولا يجب عليه الصوم فيه. {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ} معطوف على محذوف، تقديره:
ليسهل عليكم ولتكملوا العدة.
البلاغة:
{كَما كُتِبَ} تشبيه يسمى «مرسلا مجملا» والتشبيه في الفرضية لا في الكيفية.
{فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ} مجاز بالحذف تقديره: من كان مريضا فأفطر، أو على سفر فأفطر.
{وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ} قال بعضهم: إن الآية على إضمار حرف النفي، أي لا يطيقونه لكبر أو مرض لا يرجى برؤه. ولا داعي لذلك، لأن الطاقة تعني تحمل الشيء بمشقة وشدة، والمعنى: يتحملونه بجهد شديد.
{الْيُسْرَ} ... و {الْعُسْرَ} فيه طباق السلب.
المفردات اللغوية:
{كُتِبَ} فرض. {الصِّيامُ} في اللغة: الإمساك والكف عن الشيء والترك له، وفي الشرع: هو الإمساك عن الأكل والشرب والجماع من الفجر إلى غروب الشمس، بنيّة من أهله، احتسابا لوجه الله، وإعدادا للنفس لتقوى الله. {كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} أي في الفرضية ووجوب الصوم، وقيل: مقداره، وقيل: كيفيته من الكف عن الأكل والشرب، والرأي الأول أرجح، إذ يكفي في فهم الآية أن يكون الله كتب صوما ما على الذين من قبلنا، وهذا مسلّم به عند أهل الأديان، فمن المعروف أن الصوم مشروع في جميع الملل، حتى الوثنية، فهو معروف عند