{وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ} أي بينا لهم في القرآن أدلة التوحيد والبعث وصدق الرسول صلّى الله عليه وسلّم مقرونة بالأمثلة، تنبيها لهم، والمثل: الصفة التي هي في الغرابة كالأمثال {وَلَئِنْ} اللام لام القسم {جِئْتَهُمْ} يا محمد {بِآيَةٍ} من آيات القرآن {لَيَقُولَنَّ ١ الَّذِينَ كَفَرُوا} منهم، من فرط عنادهم وقساوة قلوبهم {إِنْ أَنْتُمْ إِلاّ مُبْطِلُونَ} ما أنتم أي الرسول والمؤمنون إلا مزورون أصحاب أباطيل متبعون الباطل.
{كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} أي مثل ذلك الطبع يطبع على قلوب هؤلاء الجهلة الذين لا يطلبون العلم، ويصرّون على خرافات اعتقدوها؛ فإن الجهل المركب يمنع إدراك الحق، ويوجب تكذيب المحق.
{فَاصْبِرْ} أيها النبي على أذى قومك وعلى دعوتك {إِنَّ وَعْدَ اللهِ} بنصرك عليهم وإظهار دينك على الدين كله {حَقٌّ} لا بد من إنجازه {وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ} أي ولا يحملنك على الخفة والطيش والقلق بترك الصبر أي لا تتركه {الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ} بتكذيبهم وإيذائهم، فإنهم ضالون.
(١) حذفت منه نون الرفع لتوالي النونات، وحذفت وأو الجماعة لالتقاء الساكنين.