سميت (سورة الشعراء) لما ختمت به من المقارنة بين الشعراء الضالين والشعراء المؤمنين في قوله سبحانه: {وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ} إلى قوله:
{إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ}[٢٢٤ - ٢٢٦] بقصد الرد على المشركين الذين زعموا أن محمدا صلّى الله عليه وسلم كان شاعرا، وأن ما جاء به من قبيل الشعر.
مناسبتها لما قبلها:
تتضح مناسبة هذه السورة لسورة الفرقان في الموضوع والبداية والنهاية.
أما الموضوع: ففيها تفصيل لما أجمل في الفرقان من قصص الأنبياء بحسب ترتيبها المذكور في تلك السورة، فبدأ بقصة موسى، وهذا سر لطيف يجمع بين السورتين. وكان في الفرقان إشارة إلى قرون بين ذلك كثيرة، ففصلت هنا قصة إبراهيم، وقوم شعيب، وقوم لوط.
وأما البداية: فقد بدئت كلتا السورتين بتمجيد القرآن العظيم: {تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ.}. {تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ}.
وأما النهاية: فإن خاتمة كلتا السورتين متشابهة، فقد ختمت الفرقان بوعيد المكذبين، ووصف المؤمنين بأنهم يقولون:{سَلاماً} للجاهلين، وأنهم