{إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ}{مِنْ} بمعنى (في): في يوم الجمعة، ويقرأ {الْجُمُعَةِ} بضم الميم وسكونها وفتحها، بالضم على الأصل، والسكون على التخفيف، والفتح على نسبة الفعل إليها، كأنها تجمع الناس.
{وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها} كنى عن أحدهما دون الآخر، للعلم بأنه داخل في حكمه، كقوله تعالى:{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ، وَلا يُنْفِقُونَها}[التوبة ٣٤/ ٩] وقوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ، وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ}[البقرة ٤٥/ ٢].
البلاغة:
{وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً} ثم قال: {قُلْ: ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ} تفنن في العبارة، فقدّم التجارة أولا، لأنها المقصود الأصلي، ثم قدّم اللهو، لأن الخسارة فيما لا نفع فيه أعظم، فقدم المهم في كل موضع.
{وَذَرُوا الْبَيْعَ} مجاز مرسل، أطلق البيع، وقصد جميع أنواع التعامل والانشغال من بيع وشراء وإجارة وشركة وغيرها.
المفردات اللغوية:
{نُودِيَ لِلصَّلاةِ} أذّن لها الأذان الثاني الذي كان يفعل أمام النبي صلى الله عليه وسلم، وهو جالس على المنبر قبل الخطبة. {مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ} بيان ل {إِذا} وإنما سمي جمعة لاجتماع الناس فيه