{إِنّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً} هنّ: يعود على «الحور» المذكورات في نعيم السابقين، أو على أصحاب اليمين، أو على {فُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} واختار ابن الأنباري أن يكون الضمير غير عائد إلى مذكور على ما جرت به عادتهم إذا فهم المعنى، كقوله تعالى:{كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ}[الرحمن ٢٦/ ٥٥] وأراد به الأرض، ولم يسبق ذكرها، وقوله تعالى:{إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}[القدر ١/ ٩٧] وأراد به القرآن، وإن لم يجر له ذكر، لأن هذا أول السورة، ولم يتقدم للقرآن ذكر فيه، وكقوله تعالى:{حَتّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ}[ص ٣٢/ ٣٨] أراد به الشمس، وإن لم يجر لها ذكر، فكذلك ها هنا أريد بالضمير «الحور» في هذه القصة، وإن لم يجر لهن ذكر، لما عرف المعنى.
{فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً، عُرُباً أَتْراباً، لِأَصْحابِ الْيَمِينِ}{أَبْكاراً} جمع بكر، و {عُرُباً} جمع عروب، لأن فعولا يجمع على فعل، كرسول ورسل، ويجوز «عربا» بضم العين وسكون الراء.
و {أَتْراباً} جمع ترب، يقال: هي تربه ولدته وقرنه، أي على سنّه. و {لِأَصْحابِ الْيَمِينِ}:
إما صله لما قبله أو خبر لقوله تعالى:{ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ}.
{ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ} خبر لمبتدأ محذوف أي هم ثلة.
البلاغة:
{وَأَصْحابُ الْيَمِينِ، ما أَصْحابُ الْيَمِينِ} كرره بطريق الاستفهام للتفخيم والتعظيم.
{وَأَصْحابُ الْيَمِينِ.}. بعد قوله:{فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ.}. تفنن في العبارة، كما في {أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ} و {أَصْحابُ الشِّمالِ}.