{وَالنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ} مبتدأ وخبر، ومن قرأ بالنصب فهو حال.
{وَما ذَرَأَ لَكُمْ} معطوف بالجر على {ذلِكَ} في قوله: {إِنَّ فِي ذلِكَ} أي إن في ذلك وما ذرأ لكم، أو معطوف على {اللَّيْلَ} أي وسخر لكم ما خلق لكم فيها من حيوان ونبات.
{مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ}{مُخْتَلِفاً} حال.
{أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} في موضع نصب على أنه مفعول لأجله، أي كراهة أن تميد بكم، أو لئلا تميد بكم، والوجه الأول أوجه؛ لأن حذف المضاف أكثر من حذف «لا».
{وَعَلاماتٍ} منصوب بالعطف على قوله {سَخَّرَ} أي سخر الليل والنهار وعلامات، أو منصوب بتقدير: خلق، أي وخلق لكم علامات.
المفردات اللغوية:
{تُسِيمُونَ} أي ترعون دوابكم، والسوم: الرعي، ومنه الإبل السائمة {إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ} أي إن في ذلك المذكور لعلامة دالة على وحدانيته تعالى {لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} في صنعه، فيؤمنون، ويستدلون على وجود الصانع وحكمته، فإن من تأمل الحبة تقع في الأرض، ثم يخرج منها الزرع أو الشجر، ثم ينمو منها الأوراق والأزهار والثمار ذات الأجسام والأشكال المختلفة، مع اتحاد المواد، علم أن ذلك ليس إلا بفعل فاعل مختار مقدّس عن منازعة الأضداد والأنداد والشركاء.
{وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ.}. بأن هيأها لمنافعكم {بِأَمْرِهِ} بإرادته {يَعْقِلُونَ} يتدبرون {ذَرَأَ} خلق {فِي الْأَرْضِ} من حيوان ونبات وغير ذلك {أَلْوانُهُ} أشكاله وأصنافه {يَذَّكَّرُونَ} يتعظون {سَخَّرَ الْبَحْرَ} ذلّله للركوب والاصطياد والغوص فيه {لَحْماً طَرِيًّا} هو السمك {حِلْيَةً تَلْبَسُونَها} هي اللؤلؤ والمرجان {وَتَرَى} تبصر {الْفُلْكَ} السفن {مَواخِرَ فِيهِ} تمخر الماء، أي تشقه بجريها فيه، مقبلة مدبرة بريح واحدة {وَلِتَبْتَغُوا} تطلبوا، معطوف على {لِتَأْكُلُوا}{مِنْ فَضْلِهِ} تعالى بالتجارة {تَشْكُرُونَ} تعرفون نعم الله، فتقومون بحقها.
{رَواسِيَ} جبالا ثوابت {أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} أي لئلا تتحرك بكم، أو خوف أن تضطرب يمينا وشمالا بكم، والميد: الحركة والاضطراب يمينا وشمالا {وَسُبُلاً} طرقا {تَهْتَدُونَ} إلى مقاصدكم.
{وَعَلاماتٍ} أمارات ومعالم تستدلون بها على الطرق نهارا، كالجبال والسهول.
{وَبِالنَّجْمِ} أي النجوم {هُمْ يَهْتَدُونَ} إلى الطرق والقبلة ليلا.
المناسبة:
هذه الآيات تتمة لأدلة إثبات وجود الله وتوحيده، ذكر منها هنا خلق النبات وأحواله، وأحوال العناصر الأربعة (الماء والتراب والنار والهواء) أما الماء