وتكرار لفظ الجلالة في جمل {وَاتَّقُوا اللهَ}{وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ}{وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} لتربية المهابة في النفس وتعظيم الأمر.
{وَلْيَتَّقِ اللهَ رَبَّهُ} الجمع بين لفظ الجلالة والوصف بالربوبية: للمبالغة في التحذير.
المفردات اللغوية:
{تَدايَنْتُمْ}: داين بعضكم بعضا أي تعاملتم بدين مؤجل {بِدَيْنٍ}: أي ببيع مؤجل أو سلم أو قرض، والدين: هو المال الذي يثبت في الذمة {إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى} الأجل: هو الوقت المحدد لانتهاء شيء، والمسمى: الموعد المعلوم أو المحدود بالأيام أو الشهور أو السنين، ويشمل الدين المؤجل: بيع الأعيان إلى أجل، والسلم (السلف)، والقرض {فَاكْتُبُوهُ} ندبا استيثاقا للدين ودفعا للنزاع {وَلْيَكْتُبْ} سند الدين أو كتابه {بِالْعَدْلِ} بالحق في كتابته، أو بالتسوية بين الجانبين، من غير ميل إلى أحدهما، ولا زيادة أو نقص في المال والأجل.
{وَلا يَأْبَ} أي لا يمتنع {كَما عَلَّمَهُ اللهُ} أي على الطريق التي علمه الله إياها من كتابة الوثائق، فلا يبخل بها ولا يقصر في شيء {وَلْيُمْلِلِ} أي وليلق على الكاتب ما يكتبه، والإملال والإملاء بمعنى واحد {الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ} أي الدين، والمراد به هنا المدين، لأنه المشهود عليه، فيقر بكامل الحق، ليعلم ما عليه.
{وَلْيَتَّقِ اللهَ رَبَّهُ} في إملائه {وَلا يَبْخَسْ} لا ينقص من الحق شيئا {فَإِنْ كانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً} مبذرا {ضَعِيفاً} عن الإملاء لصغر أو كبر بأن كان صبيا أو شيخا هرما {أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ} بأن كان جاهلا أو أخرس أو نحو ذلك.
{فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ} متولي أمره من والد ووصي وقيّم ومترجم {وَاسْتَشْهِدُوا} اطلبوا أن يشهد على الدين شاهدان {مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ} لدينه وعدالته.
{أَنْ تَضِلَّ} لأجل أن تنسى أو تخطئ إحداهما الشهادة لعدم ضبطها وقلة عنايتها فتذكر إحداهما (الذاكرة) الأخرى (الناسية)، وجملة «تذكر» للتعليل أي لتذكر إن ضلت. وقرئ بكسر إن شرطية، ورفع فعل «تذكر» المستأنف، وهو جواب الشرط، والشرط والجزاء يكونان صفة للنكرة:{وَامْرَأَتانِ}. {دُعُوا} إلى تحمل الشهادة وأدائها {وَلا تَسْئَمُوا} تملوا وتضجروا من {أَنْ تَكْتُبُوهُ} أي ما شهدتم عليه من الحق، لكثرة وقوع ذلك. {إِلى أَجَلِهِ} وقت حلول أجله.
{ذلِكُمْ} أي الكتب {أَقْسَطُ} أعدل {وَأَقْوَمُ لِلشَّهادَةِ} أي أعون على إقامتها وأثبت لها، لأنه يذكّرها. {وَأَدْنى أَلاّ تَرْتابُوا} أي أقرب إلى ألا تشكوا في قدر الدين وأجله