للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقول الثالث لابن عباس: الاستثناء لأهل الإيمان، استثنى الله تعالى قوما سبق في علمه أنهم يسلمون ويصدقون النّبي صلّى الله عليه وسلّم، وعلى هذا القول يجب أن تكون {ما} بمعنى «من» ولا يكون الاستثناء منقطعا.

[تولية الظلمة على بعضهم وتقريع الكافرين على عدم إيمانهم]

{وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظّالِمِينَ بَعْضاً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (١٢٩) يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا شَهِدْنا عَلى أَنْفُسِنا وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَشَهِدُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ (١٣٠) ذلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها غافِلُونَ (١٣١) وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمّا عَمِلُوا وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمّا يَعْمَلُونَ (١٣٢)}

الإعراب:

{يَقُصُّونَ} و {يُنْذِرُونَكُمْ}: كل منهما جملة فعلية في موضع رفع؛ لأنها صفة لرسل.

{ذلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ} {ذلِكَ} خبر مبتدأ محذوف، تقديره: الأمر ذلك. و {أَنْ} في موضع نصب بتقدير حذف حرف الجر، وتقديره: لأن لم يكن ربك، فلما حذف حرف الجر انتصب، فاللام مقدرة، وأن مخففة من الثقيلة أي لأنه.

البلاغة:

{أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ} استفهام توبيخ وتقريع.

{وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ} أي لكل من العاملين، فالتنوين عوض عن محذوف لهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>