قال الربيع بن خيثم: إن الله تعالى قضى على نفسه أن من توكل عليه كفاه، ومن آمن به هداه، ومن أقرضه جازاه، ومن وثق به نجّاه، ومن دعاه أجاب له. وتصديق ذلك في كتاب الله:{وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ}[التغابن ١١/ ٦٤]. {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}[الطلاق ٣/ ٦٥]. {إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ}[التغابن ١٧/ ٦٤]. {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ}[آل عمران ١٠١/ ٣]. {وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي، فَإِنِّي قَرِيبٌ، أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ}[البقرة ١٨٦/ ٢].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«من أحب أن يكون أقوى الناس، فليتوكل على الله»(١).
{وَاللاّئِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ، فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ، وَاللاّئِي لَمْ يَحِضْنَ} فيه محذوف تقديره: واللائي يئسن من المحيض فعدتهن فعدتهن ثلاثة أشهر، واللائي لم يحضن فعدتهن ثلاثة أشهر. حذف خبر الثاني لدلالة خبر الأول عليه، مثل: زيد أبوه منطلق وعمرو، أي وعمرو وأبوه منطلق. و {أُولاتُ الْأَحْمالِ} مبتدأ، وواحد {أُولاتُ}: ذات، و {أَجَلُهُنَّ} مبتدأ ثان، و {أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} خبر المبتدأ الثاني، والجملة منهما خبر المبتدأ الأول. ويجوز أن يكون {أَجَلُهُنَّ} بدلا من {أُولاتُ} بدل الاشتمال، و {أَنْ يَضَعْنَ} الخبر.