والإقرار والعمل، استدلوا بهذه الآية:{زادَتْهُمْ إِيماناً} وأشباهها على زيادة الإيمان وتفاضله في القلوب بزيادة الأعمال الصالحة، ولو كان الإيمان عبارة عن المعرفة والإقرار، لما قبل الزيادة. واستدلوا على أن الإيمان هو مجموع الأركان الثلاثة بقوله تعالى في تعداد أوصاف المؤمنين:{أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا} وهو يدل على أن كل تلك الخصال داخل في مسمى الإيمان. ويؤيده
الحديث الصحيح الذي أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم أنه قال:«الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان».
{كَما أَخْرَجَكَ} الكاف للتشبيه، وفيها ثلاثة أوجه:
الأول-أنها في موضع نصب على أنه صفة لمصدر محذوف دلّ عليه الكلام، وتقديره: قل:
الأنفال ثابتة لله والرسول ثبوتا كما أخرجك ربك. فمحل الكاف صفة مصدر الفعل المقدر في قوله:
{لِلّهِ وَالرَّسُولِ} أي الأنفال تثبت لله والرسول عليه الصلاة والسّلام مع كراهتهم، ثباتا مثل ثبات إخراجك {رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ}، يعني المدينة، مع كراهتهم.
الثاني-أن تكون صفة لمصدر محذوف، وتقديره: يجادلونك جدالا كما أخرجك.