فيه. و {خَزائِنُ اللهِ}: التي منها يرزق، والمراد: ليست أرزاق العباد بيدي. {الْغَيْبَ} ما غاب علمه عن جميع الخلق، واستأثر الله بعلمه. {الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ} المراد بهما هنا الكافر والمؤمن أو الضّال والمهتدي. {وَأَنْذِرْ} خوّف. {بِهِ} أي بالقرآن. {لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ} غيره.
{وَلِيٌّ} ناصر ينصرهم. {وَلا شَفِيعٌ} وسيط يتشفع لهم. والمراد بقوله:{وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخافُونَ..}. المؤمنون العاصون. {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} الله بإقلاعهم عما هم فيه، وعمل الطاعات.
{تَطْرُدِ} الطرد: الإبعاد. {بِالْغَداةِ} أو الغدوة كالبكرة: ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس. {وَالْعَشِيِّ} آخر النهار، أو من المغرب إلى العشاء. والمراد جميع الأوقات.
{يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} أي يريدون بعبادتهم وجه الله تعالى أي ذاته، لا شيئا من أعراض الدّنيا، وهم الفقراء، وكان المشركون طعنوا فيهم، وطلبوا أن يطردهم ليجالسوه، وأراد النّبي صلّى الله عليه وسلّم ذلك، طمعا في إسلامهم.
{حِسابِهِمْ} أي حساب إيمانهم وأعمالهم الباطلة.
{فَتَنّا} ابتلينا واختبرنا. {بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ} أي الشريف بالوضيع، والغني بالفقير، بأن قدّمناه بالسّبق إلى الإيمان. {لِيَقُولُوا} أي الشّرفاء والأغنياء منكرين معترضين. {مَنَّ اللهُ عَلَيْهِمْ} أنعم الله عليهم بنعم كثيرة، أهمها الهداية، أي لو كان ما هم عليه هدى، ما سبقونا إليه.
{مِنْ بَيْنِنا} أي من دوننا.
{أَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِالشّاكِرِينَ} له، فيهديهم؟ بلى.
سبب النزول:
نزول الآية (٥٢):
{وَلا تَطْرُدِ.}.: روى ابن حبان والحاكم عن سعد بن أبي وقاص قال:
لقد نزلت هذه الآية في ستة: أنا وعبد الله بن مسعود وأربعة قالوا لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اطردهم، فإنا نستحي أن نكون تبعا لك كهؤلاء، فوقع في نفس النّبي صلّى الله عليه وسلّم ما شاء الله، فأنزل الله:{وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ} إلى قوله: {أَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِالشّاكِرِينَ} وسأذكر رواية أخرى لمسلم في الموضوع.
وروى أحمد والطبراني وابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال: «مرّ الملأ من قريش على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعنده خبّاب بن الأرتّ وصهيب وبلال وعمار،