{وَيَوْمَ نَبْعَثُ} واذكر {مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ} جيل من الناس {شَهِيداً عَلَيْهِمْ} هو نبيهم يشهد لها وعليها بالإيمان والكفر يوم القيامة {ثُمَّ لا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا} في الاعتذار؛ إذ لا عذر لهم، أي إنهم يستأذنون فلا يؤذن لهم {وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ} لا يطلب منهم العتبى أي الرجوع إلى ما يرضي الله {الَّذِينَ ظَلَمُوا} كفروا {الْعَذابَ} النار {فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ} العذاب {وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ} يمهلون ويؤخرون إذا رأوه.
{شُرَكاءَهُمْ} من الشياطين وغيرها الذين شاركوهم في الكفر بالحث عليه، أو أوثانهم التي دعوها {نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ} نعبدهم أو نطيعهم، وهو اعتراف بأنهم كانوا مخطئين في ذلك، أو التماس بأن يشطر عذابهم {فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ} أي قالوا لهم {إِنَّكُمْ لَكاذِبُونَ} أي أجابوهم بالتكذيب في أنهم شركاء الله، أو أنهم ما عبدوهم حقيقة، وإنما عبدوا أهواءهم، كقوله تعالى:{ما كانُوا إِيّانا يَعْبُدُونَ}[القصص ٦٣/ ٢٨]{كَلاّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ}[مريم ٨٢/ ١٩] ولا يمتنع إنطاق الله الأصنام به.
{وَأَلْقَوْا إِلَى اللهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ} أي استسلموا لحكمه، بعد الاستكبار في الدنيا {وَضَلَّ عَنْهُمْ} غاب وضاع عنهم وبطل {ما كانُوا يَفْتَرُونَ} من أن آلهتهم ينصرونهم ويشفعون لهم، حين كذبوهم وتبرؤوا منهم.
{وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ} أي ومنعوا الناس عن دين الله وهو الإسلام، والحمل على الكفر {زِدْناهُمْ عَذاباً} لصدهم {فَوْقَ الْعَذابِ} المستحق بكفرهم {يُفْسِدُونَ} بصدهم الناس عن الإيمان.
{وَيَوْمَ نَبْعَثُ} واذكر {شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} هو نبيهم، فإن نبي كل أمة بعث منهم {وَجِئْنا بِكَ} يا محمد {شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ} قومك أو أمتك {الْكِتابَ} القرآن {تِبْياناً} بيانا {لِكُلِّ شَيْءٍ} يحتاج إليه الناس من أمر الشريعة {وَهُدىً} من الضلالة {وَبُشْرى} بالجنة {لِلْمُسْلِمِينَ} خاصة، وهم الموحدون الخاضعون لله.