للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حال من هاء {بِهِ} والضمير يعود للجزاء. {بالِغَ الْكَعْبَةِ} صفة لهدي وهو نكرة لأن الإضافة فيه في نية الانفصال؛ لأن التنوين فيه مقدر وتقديره: بالغا الكعبة.

{أَوْ كَفّارَةٌ}: عطف على جزاء. {طَعامُ مَساكِينَ} إما بدل من {كَفّارَةٌ}، أو خبر مبتدأ محذوف تقديره: أو كفارة هي طعام.

{صِياماً} تمييز منصوب.

{مَتاعاً لَكُمْ} منصوب على المصدر؛ لأن قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعامُهُ} بمعنى: أمتعتكم به إمتاعا، فأقيم متاعا مقامه؛ لأنه في معناه.

المفردات اللغوية:

{لَيَبْلُوَنَّكُمُ} ليختبرنكم، والابتلاء: الاختبار. {تَنالُهُ أَيْدِيكُمْ} أي يكون في متناول اليد، وهو صغار الصيد. {وَرِماحُكُمْ} أي تصطاده الرماح وهو كبار الصيد، وكان ذلك بالحديبية وهم محرمون، فكانت الوحش والطير تغشاهم في رحالهم، والمراد به كثرة الصيد وسهولة أخذه.

{لِيَعْلَمَ اللهُ} يظهر علمه. {حُرُمٌ} محرمون بحج أو عمرة. {فَجَزاءٌ} فعليه جزاء.

{مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ} أي شبهه في الخلقة، والنعم: الأنعام وهي الإبل والبقر والغنم. {ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ} رجلان عادلان لهما فطنة يميزان بها أشبه الأشياء به، وقد حكم ابن عباس وعمر وعلي رضي الله عنهم في النعامة ببدنة، وابن عباس وابن عمر وابن عوف في الظبي بشاة، وحكم بالشاة أيضا ابن عباس وعمر وغيرهما في الحمام؛ لأنه يشبهها.

{بالِغَ الْكَعْبَةِ} أي يبلغ به الحرم، فيذبح فيه ويتصدق به على مساكين الحرم، ولا يجوز أن يذبح حيث كان.

{أَوْ كَفّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ} أي، أو عليه كفارة غير الجزاء وإن وجده هي {طَعامُ مَساكِينَ} من غالب قوت البلد: ما يساوي قيمة الجزاء، لكل مسكين مد. {أَوْ عَدْلُ} مساو له مما يدرك بالعقل، وبكسر العين: مساو له مما يدرك بالحس.

{وَبالَ أَمْرِهِ} ثقل جزاء أمره الذي فعله، أي عاقبة أمره الثقيلة {عَفَا اللهُ عَمّا سَلَفَ} من قتل الصيد قبل تحريمه. {عَزِيزٌ} غالب على أمره. {ذُو انْتِقامٍ} أي ينتقم ممن عصاه.

{أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ} أبيح لكم أيها الناس حلالا كنتم أو محرمين، وصيد البحر: ما يصاد منه مما يعيش فيه عادة، والمراد بالبحر: الماء الكثير الذي يعيش فيه السمك كالأنهار والآبار والبرك ونحوها، أي أحل لكم أن تأكلوا صيد البحر، وهو ما لا يعيش إلا فيه كالسمك، بخلاف ما يعيش فيه

<<  <  ج: ص:  >  >>