{وَاسْمَعُوا} المراد به سماع تدبر وطاعة والتزام، لا مجرد إدراك القول، فهو مؤكد لقوله:
{خُذُوا..} ..
البلاغة:
{وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ} أي حبّ العجل، فحذف المضاف، وأقيم المضاف إليه مقامه، كقوله تعالى:{وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنّا فِيها، وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها}[يوسف ٨٢/ ١٢] أي أهل القرية وأهل العير.
وفي قوله {أُشْرِبُوا} استعارة مكنية، شبّه حب عبادة العجل بمشروب لذيذ سائغ الشراب، وحذف المشبه به، ورمز إليه بشيء من لوازمه، وهو الإشراب. {بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ} بالتوراة، لأنه ليس في التوراة عبادة العجول، وإضافة الأمر إلى إيمانهم تهكم، كما قال قوم شعيب:
{أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ}[هود ٨٧/ ١١] وكذلك إضافة الإيمان إليهم. وقوله:{إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} تشكيك في إيمانهم، وقدح في صحة دعواهم له (الكشاف: ٢٢٧/ ١).