وبما أن العرب من سلالة إبراهيم، وتدعي أنها على دين إبراهيم، فالله ذكر لهم قصته، ليعتبروا ويتعظوا.
فقه الحياة أو الأحكام:
يستدل بالآيات على ما يأتي:
١ - إن أسباب إيراد قصة إبراهيم عليه السلام ثلاثة:
الأول-كان إبراهيم عليه السلام أب العرب، وكانوا مقرين بعلو شأنه وطهارة دينه، فقال الله لنبيه: اقرأ عليهم في القرآن أمر إبراهيم، فهم من ولده، وإنه كان حنيفا مسلما، لم يتخذ الأنداد، فإن كنتم مقلدين لآبائكم، فقلدوا إبراهيم في ترك عبادة الأوثان، وإن كنتم مستدلين فانظروا في هذه الدلائل التي ذكرها إبراهيم عليه السلام لتعرفوا فساد عبادة الأوثان، وبالجملة:
فاتبعوا إبراهيم إما تقليدا وإما استدلالا، ولم تتخذون الأنداد؟! والله يقول:
الثاني-كان كثير من الكفار في زمن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: كيف نترك دين آبائنا وأجدادنا، فذكر الله قصة إبراهيم عليه السلام، وبيّن أنه ترك دين أبيه وأبطل قوله بالدليل، فكونوا مثله.
الثالث-كان كثير من الكفار يتمسكون بالتقليد وينكرون الاستدلال، كما حكى الله تعالى عنهم:{قالُوا: إِنّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ}[الزخرف ٢٢/ ٤٣] و {قالُوا: وَجَدْنا آباءَنا لَها عابِدِينَ}[الأنبياء ٥٣/ ٢١] فحكى الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام التمسك بطريق الاستدلال، تنبيها على فساد هذه الطريقة.
٢ - وصف تعالى إبراهيم عليه السلام بأنه كان صديقا نبيا، أي مبالغا في كونه صادقا: وهو الذي يكون عادته الصدق، أو كثير التصديق بالحق حتى يصير مشهورا به.