{أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ}{أَنْ تَبَرُّوهُمْ}: في موضع جر على البدل من {الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ} بدل الاشتمال.
وكذلك قوله تعالى:{أَنْ تَوَلَّوْهُمْ} بدل الاشتمال أيضا. وقيل: هما منصوبان على المفعول لأجله.
{وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ} عدّاه ب (إلى) حملا على معنى «تحسنوا» فكأنه قال: تحسنوا إليهم.
البلاغة:
{لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ} و {إِنَّما يَنْهاكُمُ اللهُ..}. بينهما طباق السلب.
المفردات اللغوية:
{لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ.}. من الكفار، أي لا ينهاكم عن مبرّة هؤلاء: لأن قوله: {أَنْ تَبَرُّوهُمْ} بدل من {الَّذِينَ}، أي أن تفعلوا البر والخير لهم. {وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ} تقضوا إليهم بالقسط، أي تحكموا بينهم بالعدل. {الْمُقْسِطِينَ} العادلين.
{وَظاهَرُوا} ساعدوا أو عاونوا، كمشركي مكة، فإن بعضهم سعوا في إخراج المؤمنين من مكة، وبعضهم أعانوا المخرجين. {أَنْ تَوَلَّوْهُمْ} أن تتخذوهم أولياء أي أنصارا وأعوانا لكم. {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ} أي ومن يتخذهم أولياء، فأولئك هم الظالمون أنفسهم، لوضعهم الولاية في غير موضعها.
سبب النزول:
نزول الآية (٨):
{لا يَنْهاكُمُ اللهُ.}.:
أخرج أحمد والبخاري ومسلم عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت:«قدمت أمي، وهي مشركة في عهد قريش، إذ عاهدوا، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إن أمي قدمت وهي راغبة، أفأصلها؟ قال: نعم، صلي أمّك» فأنزل الله فيها: {لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ}.