للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى غير متمكّن؛ لأن ظرف الزمان إذا أضيف إلى اسم غير متمكن أو مبني أو فعل ماض، بني، كما في قول الشاعر:

على حين عاتبت المشيب على الصّبا*فقلت: ألمّا تصح، والشيب وازع فبنى حين على الفتح لإضافته إلى الفعل الماضي. والتنوين في إذا من {يَوْمِئِذٍ} عوض عن جملة محذوفة، ويسمى تنوين التعويض.

{وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ} قال: أخذ لأنه فصل بين الفعل والفاعل بالمفعول وهو {الَّذِينَ ظَلَمُوا} أو لأن تأنيث الصيحة غير حقيقي، أو محمول على المعنى؛ لأن الصيحة في معنى الصياح، كقوله تعالى: {فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ.}. لأن موعظة في معنى وعظ‍.

{أَلا إِنَّ ثَمُودَ} من صرفه جعله اسم الحي، ومن لم يصرفه جعله اسم القبيلة معرفة، فلم ينصرف للتعريف والتأنيث.

{كَأَنْ} مخففة، واسمها محذوف، أي كأنهم.

البلاغة:

{فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللهِ إِنْ عَصَيْتُهُ؟} استفهام معناه النفي، أي لا ينصرني منه إن عصيته أحد.

المفردات اللغوية:

{وَإِلى ثَمُودَ} أي وأرسلنا إلى ثمود {أَخاهُمْ} من القبيلة {اُعْبُدُوا اللهَ} وحدّوه {هُوَ أَنْشَأَكُمْ} ابتدأ خلقكم وتكوينكم منها، لا غيره، فإنه خلق آدم ومواد النّطف التي خلق نسله منها من التراب {وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيها} جعلكم تعمرونها، وأبقاكم عمركم فيها، تسكنون بها {فَاسْتَغْفِرُوهُ} من الشرك {ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} ارجعوا إليه بالطاعة وأقلعوا عن الذنب {إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ} قريب الرحمة من خلقه بعلمه {مُجِيبٌ} لمن سأله أو لداعيه.

{مَرْجُوًّا قَبْلَ هذا} مأمولا أن تكون لنا سيدا أو مستشارا في الأمور؛ لما نرى فيك من مخايل الرشد والسداد، فلما سمعنا هذا القول الذي صدر منك، انقطع رجاؤنا عنك {أَتَنْهانا أَنْ نَعْبُدَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا} من الأوثان، على حكاية الحال الماضية {وَإِنَّنا لَفِي شَكٍّ مِمّا تَدْعُونا إِلَيْهِ} من التوحيد، والتبري من الأوثان {مُرِيبٍ} موقع في الريبة أو الريب أي الظن والشك {أَرَأَيْتُمْ} من رؤية القلب، أي أتدبرتم؟ {عَلى بَيِّنَةٍ} بيان وبصيرة، واستعمل حرف الشك في قوله {إِنْ كُنْتُ} باعتبار

<<  <  ج: ص:  >  >>