العذاب الذي تخوفنا به، عجّله لنا، فنزلت:{أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ} وهو صحيح على شرط الشيخين.
التفسير والبيان:
{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ، إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ، وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ} أي لقد سبق وعدنا بالنصر والظفر على الكفار في الدنيا والآخرة لعبادنا الرسل الذين أرسلناهم للإنذار والتبشير، ففي الدنيا: تكون الغلبة والقهر لهم بالأسر والقتل والتشريد أو الإجلاء أو بالحجة والبرهان، ونحو ذلك، وفي الآخرة: الظفر بالجنة، والنجاة من النار، وهذا في الأعم الأغلب. وجند الله:
وشرط النصر معروف، وهو الإيمان الصحيح بالله عز وجل، والعمل بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، والتزام دين الله شرعا ودستورا ونظاما ومنهج حياة، قال تعالى:{وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}[الروم ٤٧/ ٣٠] وقال سبحانه: {إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ، وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ}[سورة محمد ٧/ ٤٧] وقال عز وجل: {وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}[الأعراف ١٢٨/ ٧].
{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتّى حِينٍ} أي أعرض عنهم، واصبر على أذاهم لك، إلى مدة معلومة عند الله سبحانه، فإنا سنجعل لك العاقبة والنصرة والظفر.
{وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ} أي أنظرهم وارتقب ماذا يحل بهم من العذاب والنكال بمخالفتك وتكذيبك، كالأسر والقتل، وسوف يبصرون كل ما وعدتهم به