على ألسنة، ومن أنّث جمعه على ألسن، والقرآن أتى بالتّذكير. و {الْكَذِبَ}: مفعول {تَصِفُ}. ومن قرأ {الْكَذِبَ} بثلاث ضمّات، كان مرفوعا على أنه صفة الألسنة.
البلاغة:
{فَإِيّايَ فَارْهَبُونِ} فيه إفادة القصر، أي لا تخافوا غيري، وفيه التفات عن الغيبة إلى التّكلم، مبالغة في التّرهيب والمهابة، وتصريحا بالمقصود، فكأنه قال: فأنا ذلك الإله الواحد، فإياي فارهبون لا غيري. ويلاحظ وجود السّجع في أواخر الآيات {فَارْهَبُونِ}{تَتَّقُونَ}{تَجْئَرُونَ}{يُشْرِكُونَ}{تَفْتَرُونَ.} ..
{فَتَمَتَّعُوا.}. تهديد ووعيد.
{يَسْتَأْخِرُونَ}{يَسْتَقْدِمُونَ} بينهما طباق.
{الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} صيغة مبالغة.
{سُبْحانَهُ} اعتراض لتعجيب الخلق من هذا الجهل الفاضح القبيح.
{وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ} كلام بليغ بديع، أي ألسنتهم كاذبة، كقولهم:«عينها تصف السحر» أي ساحرة.
{فَارْهَبُونِ} خافون دون غيري، وفيه التفات عن الغيبة. والرّهبة: الخوف. {وَلَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} ملكا وخلقا وعبيدا. {وَلَهُ الدِّينُ} الطاعة والإخلاص. {واصِباً} دائما لازما، كما قال تعالى:{وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ}[الصافات ٩/ ٣٧]. {أَفَغَيْرَ اللهِ تَتَّقُونَ} أي مع أنه الإله الحق ولا إله غيره، والاستفهام للإنكار والتّوبيخ. {وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ} أي وأي شيء اتّصل بكم من نعمة، فهو من الله، فلا نافع غيره، ولا ضارّ سواه.
{مَسَّكُمُ} أصابكم. {الضُّرُّ} كالفقر والمرض. {تَجْئَرُونَ} تتضرّعون لكشفه أو ترفعون أصواتكم بالاستغاثة والدّعاء، ولا تدعون غيره. والجؤار: رفع الصوت في الدّعاء والاستغاثة. {إِذا فَرِيقٌ مِنْكُمْ} وهم كفاركم. {لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ} من النّعمة، أي كأنهم قصدوا بشركهم كفران النّعمة، وإنكار كونها من الله تعالى. {فَتَمَتَّعُوا} باجتماعكم على عبادة الأصنام، وهو أمر تهديد.
{فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} عاقبة ذلك وأغلظ وعيده.
{وَيَجْعَلُونَ} أي المشركون. {لِما لا يَعْلَمُونَ} أي لآلهتهم التي لا علم لها؛ لأنها جماد، أو لما