الفريق الخبيث من الكفّار، عن الفريق الطّيّب من المؤمنين، فيجعل الفريق الخبيث بعضه على بعض في جهنّم، فيركمه جميعا. ويكون قوله:{لِيَمِيزَ} متعلّقا بقوله {يُحْشَرُونَ} والمعنى: أنهم يحشرون ليميز الله الفريق الخبيث من الفريق الطّيّب.
وقيل: المراد تمييز نفقة الكافر على عداوة محمد صلّى الله عليه وآله وسلم، عن نفقة المؤمن في جهاد الكفار، كإنفاق أبي بكر وعثمان في نصرة الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، فيضمّ تعالى تلك الأمور الخبيثة بعضها إلى بعض، فيلقيها في جهنّم ويعذّبهم بها، ويكون قوله {لِيَمِيزَ} متعلّقا بقوله: {ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً}. ثم قال:
{أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ} وهو إشارة إلى الذين كفروا.
المغفرة للكفّار إذا أسلموا وقتالهم إذا لم يسلموا لمنع الفتنة في الدّين
{قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا} يعني أبا سفيان وأصحابه، أي قل لأجلهم هذا القول وهو:{إِنْ يَنْتَهُوا} عن الكفر وقتال النّبي صلّى الله عليه وآله وسلم ومعاداته بالدّخول في الإسلام، وليس المراد أنك تخاطبهم به، وإلا لقيل: إن تنتهوا يغفر لكم. {يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ} من أعمالهم، و {يُغْفَرْ}: فعل