{قَوْلَ الْحَقِّ} منصوب على المصدر، أي أقول قول الحق، وقرئ بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، تقديره: ذلك قول الحق، أو هذا قول. وقيل: إن الإشارة إلى عيسى، لأن الله تعالى سماه كلمة، إذ كان بالكلمة، على ما قال الله تعالى:{إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ، خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ، ثُمَّ قالَ لَهُ: كُنْ فَيَكُونُ}.
{وَإِنَّ اللهَ رَبِّي} من قرأها بالكسرة جعلها مبتدأ، ومن قرأ بالفتح، جعلها معطوفة، وتقديره: وأوصاني بالصلاة والزكاة وأن الله ربي.
{مِنْ وَلَدٍ}{مِنْ} زائدة، أي: ما كان لله أن يتخذ ولدا. وزيدت هنا في المفعول، وزيادتها في الفاعل أكثر، مثل: ما جاءني من أحد، أي ما جاءني أحد.
{أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ} أي ما أسمعهم وأبصرهم، والجار والمجرور في موضع رفع فاعل {أَسْمِعْ}. والأصل أن يقول: وأبصر بهم، لكنه حذف {بِهِمْ} اكتفاء بذكره مع {أَسْمِعْ}.
وهي صيغة تعجب، وليس بأمر، بدليل وروده بلفظ واحد في المذكر والمؤنث والتثنية والجمع.
{يَوْمَ يَأْتُونَنا} منصوب على الظرف، متعلق بفعل التعجب.
{إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ}{إِذْ} بدل من اليوم أو ظرف للحسرة. {إِنّا نَحْنُ} تأكيد.
البلاغة:
{لكِنِ الظّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ}{الظّالِمُونَ} واقع موقع الضمير، فهو من قبيل إقامة الظاهر مقام المضمر، للدلالة على ظلم أنفسهم.
المفردات اللغوية:
{ذلِكَ عِيسَى..}. أي الذي تقدم نعته هو عيسى ابن مريم، لا ما يصفه النصارى، وهو تكذيب لهم فيما يصفونه على الوجه الأبلغ {قَوْلَ الْحَقِّ} أي هو قول الحق الذي لا ريب فيه، أو أقول قول الحق، والإضافة للبيان، والضمير للكلام السابق، أو لتمام القصة {يَمْتَرُونَ} يشكون ويتنازعون {ما كانَ لِلّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ، سُبْحانَهُ} تكذيب للنصارى، وتنزيه لله تعالى عما بهتوه، والمعنى: ما ينبغي ولا يصح أن يجعل له ولدا. {إِذا قَضى أَمْراً} أراد أن يحدث أمرا