للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أهداف القرآن الكريم]

{إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً (٩) وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (١٠) وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً (١١)}

الإعراب:

{وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ} فيه حذف، أي ويدعو الإنسان بالشّر دعاء مثل دعائه بالخير، ثم حذف المصدر وصفته، وأقيم ما أضيفت الصفة إليه مقامه.

المفردات اللغوية:

{يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} يهدي إلى الطريقة التي هي أعدل وأصوب. {وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ..}. عطفا على {أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً} أي يبشّر المؤمنين ببشارتين: ثوابهم وعقاب أعدائهم، أو عطفا على {يُبَشِّرُ} بإضمار: ويخبر أن {أَعْتَدْنا} أعددنا. {أَلِيماً} مؤلما هو النار. {وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ} أي يدعو عند غضبه بالشّر على نفسه وأهله وماله. {دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ} أي كدعائه له. {وَكانَ الْإِنْسانُ} جنس الإنسان. {عَجُولاً} بالدعاء على نفسه، وعدم النّظر في عاقبته.

المناسبة:

بعد أن ذكر الله تعالى ما أكرم به محمدا صلّى الله عليه وآله وسلم وهو الإسراء وأكرم موسى عليه السّلام بالتوراة، وأنها هدى لبني إسرائيل، وما سلط‍ عليهم بذنوبهم من عذاب الدّنيا والآخرة، مما يستدعي ردع العقلاء عن معاصي الله، ذكر ما شرّف الله به رسوله أيضا من القرآن الناسخ لحكم التوراة وكل كتاب إلهي، وأبان أهدافه من الهداية للطريقة أو الحالة التي هي أقوم، والتّبشير بالثواب العظيم لمن أطاعه، وإنذار الكافرين بالعذاب الأليم.

<<  <  ج: ص:  >  >>