ومعنى الإنجيل: البشارة، وهو كتاب تضمن هدى ونورا، لكن هذا الإنجيل الذي أتى به المسيح وسلمه إلى تلاميذه وأمرهم أن يبشروا به لا يوجد الآن، وإنما توجد قصص تاريخية تسرد سيرة المسيح، ألّفها التلاميذ، وفيها مواعظ وأمثال ونصائح مأخوذة عن المسيح، وهي كثيرة بلغت مائة ونيفا، تعترف الكنيسة المسيحية بأربعة منها: هي إنجيل متى، وإنجيل مرقس، وإنجيل لوقا، وإنجيل يوحنا. ولم يكتب شيء من هذه الأناجيل في زمان المسيح.
وإنجيل متى هو أول الأناجيل وأقدمها، لكنه ليس من تصنيفه يقينا، بل ضيعوه بعد ما حرفوه، باعتراف قدماء المسيحية كافة، وقد كتب بالعبرانية، ثم ترجم إلى اليونانية، ولا يعرف إسناد هذه الترجمة.
وكان متّى قد كتب إنجيله سنة ٣٩ بعد المسيح، على ما ذهب إليه القديس «إيرونيموس».
ومرقس كان يهوديا لاويا أي من خدم الهيكل، وهو تلميذ بطرس، وكان ينكر ألوهية المسيح، وكتب إنجيله سنة ٦١ م ومات مقتولا في سجن الإسكندرية سنة ٦٨ م.
ولوقا: كان طبيبا من أهل أنطاكية ولم ير المسيح أصلا، وقد لقن النصرانية عن بولس، وبولس هذا كان يهوديا متعصبا على المسيحية، ولم ير المسيح في حياته، وكان يسيء إلى النصارى باستمرار، ولما رأى أن اضطهاده للنصرانية لا يجدي، احتال بالدخول فيها، وأظهر الاعتقاد بالمسيح، ثم استطاع أن يجعل النصارى يتحللون من واجبات الناموس (التوراة) الذي ما جاء المسيح لإبطال أحكامه.