للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المفردات اللغوية:

{فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ} أعط‍ القريب حقه من صلة الرحم والبرّ به، واحتج به الحنفية على وجوب النفقة للمحارم. {وَالْمِسْكِينَ} هو المحتاج وهو المعدم الذي لا مال له. {وَابْنَ السَّبِيلِ} المسافر المحتاج إلى المال، وإيتاؤهما: إعطاؤهما ما وظّف لهما من الزكاة. والخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، وأمته تبع له في ذلك. {لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ} ثوابه بما يعملون أو ذاته أو جهته قاصدين إياه بمعروفهم خالصا. {الْمُفْلِحُونَ} الفائزون.

{وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً} أي ما فعلتم من ربا، وهو الزيادة، والمراد بها الهبة أو الهدية التي يقصد بها الوصول إلى أكثر منها. {لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النّاسِ} المعطين أي يزيد. {فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللهِ} لا يزكو عنده، ولا يبارك فيه، ولا ثواب فيه للمعطين.

{وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ} أي صدقة. {الْمُضْعِفُونَ} ثوابهم بما أرادوه، أي يضاعف الله لهم الثواب، مأخوذ من (أضعف) إذا صار ذا ضعف.

المناسبة:

لما ذكر الله تعالى أنه هو الباسط‍ الرازق لمن يشاء والقابض له، وجعل في ذلك آية للمؤمن، أردفه بأنه لا ينبغي أن يتوقف الإنسان في الإحسان لذوي الحاجة، فإن الله إذا بسط‍ الرزق لا ينقص بالإنفاق، وإذا قدر وقتّر لا يزداد بالإمساك، ولأن من الإيمان الشفقة على خلق الله من قريب أو مسكين وابن سبيل.

التفسير والبيان:

{فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ} يأمر الله تعالى بإعطاء هؤلاء، فيقول: فأعط‍ أيها الرسول ومن تبعك من أمتك المؤمنين ذوي القرابة حقهم من صلة الرحم والبرّ بهم والإحسان إليهم؛ لأنهم جزء من رابطة الدم والنسب، فكانوا أحق الناس بالتواصل والتزاور والشفقة، وأعط‍ الحق أيضا للمسكين الذي لا شيء له ينفق عليه، أو له شيء لا يقوم بكفايته، ومثله المسافر البعيد عن ماله المحتاج إلى نفقة وحوائج السفر. وسرعة المواصلات لا تستأصل حاجة هذا المسافر، وإنما تقلل من المبلغ المالي الذي يحتاج إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>