{كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ}{قَلِيلاً} إما صفة مصدر محذوف، أي يهجعون هجوعا قليلا، أو صفة لظرف محذوف، أي كانوا يهجعون وقتا قليلا، و {ما} زائدة، ويجوز أن تكون {ما} مع ما بعدها مصدرا في موضع رفع على البدل من ضمير. كان و {قَلِيلاً} خبر كان، وتقديره: كان هجوعهم من الليل قليلا. وقال السيوطي: يهجعون: خبر كان، و {قَلِيلاً} ظرف.
ولا يجوز أن يتعلق {فِي أَنْفُسِكُمْ} بقوله تعالى: {أَفَلا تُبْصِرُونَ} على تقدير: أفلا تبصرون في أنفسكم، لأنه يؤدي إلى أن يتقدم ما في حيّز الاستفهام على حرف الاستفهام.
{فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ}{مِثْلَ} حال من الضمير في {حَقٌّ} و {ما} زائدة، ويقرأ بالرفع على أنه صفة {حَقٌّ} لأنه نكرة: لأنه لا يكتسي التعريف بالإضافة إلى المعرفة وهي {أَنَّكُمْ} لأن وجوه التماثل بين الشيئين كثيرة غير محصورة.
البلاغة:
{وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ} مجاز مرسل، أطلق الرزق، وأراد المطر، لأنه سبب الأقوات.
{فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ} فيه تأكيد الخبر بالقسم وإنّ واللام، وهذا النوع من التأكيد الإنكاري، لأن المخاطب منكر لذلك.