للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{فَمَنِ اضْطُرَّ} في موضع رفع بالابتداء، وهي شرطية، والجواب: {فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ.}.

وهو خبر المبتدأ، ومعه ضمير محذوف، وتقديره: فإن الله غفور رحيم.

المفردات اللغوية:

{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ} أي أكلها {وَالدَّمُ} أي المسفوح {وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ} بأن ذبح على اسم غيره {وَالْمُنْخَنِقَةُ} الميتة خنقا {وَالْمَوْقُوذَةُ} المقتولة ضربا {وَالْمُتَرَدِّيَةُ} الساقطة من علو إلى أسفل فماتت {وَالنَّطِيحَةُ} المقتولة بنطح أخرى لها {إِلاّ ما ذَكَّيْتُمْ} أي أدركتم فيه الروح من هذه الأشياء فذبحتموه {وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ} أي على اسم النصب وهي الأصنام {وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا} تطلبوا القسم والحكم بالأزلام، جمع زلم (بفتح الزاي وضمها مع فتح اللام): قدح (بكسر القاف) صغير لا ريش فيه ولا نصل، وكانت سبعة عند سادن الكعبة، عليها أعلام، وكانوا يحكمونها، فإن أمرتهم ائتمروا وإن نهتهم انتهوا {ذلِكُمْ فِسْقٌ} خروج عن الطاعة.

{الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ} أن ترتدوا عنه بعد طمعهم في ذلك لما رأوا من قوته {أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} أحكامه وفرائضه، فلم ينزل بعدها حلال ولا حرام {وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} بإكماله، وقيل: بدخول مكة آمنين {وَرَضِيتُ} اخترت {فِي مَخْمَصَةٍ} مجاعة فاضطر إلى أكل شيء مما حرم عليه، فأكله {غَيْرَ مُتَجانِفٍ} مائل {لِإِثْمٍ} معصية {فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ} له ما أكل {رَحِيمٌ} به في إباحته له، بخلاف المائل لإثم، أي الملتبس كقاطع الطريق والباغي مثلا فلا يحل له الأكل.

[سبب النزول]

{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ} أخرج ابن منده في كتاب الصحابة من طريق عبد الله بن جبلة بن حبان بن حجر عن أبيه عن جده: حبان قال: كنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأنا أوقد تحت قدر فيها لحم ميتة، فأنزل تحريم الميتة، فأكفأت القدر.

التفسير والبيان:

يخبر تعالى عباده خبرا متضمنا النهي عن تعاطي هذه المحرمات، التي أشير إلى شيء منها بقوله: {إِلاّ ما يُتْلى عَلَيْكُمْ} [الحج ٣٠/ ٢٢]. والمحرم إجمالا أربعة

<<  <  ج: ص:  >  >>