للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الرد على افتراء المشركين بأن النبي كاهن أو شاعر]

{هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ (٢٢١) تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفّاكٍ أَثِيمٍ (٢٢٢) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كاذِبُونَ (٢٢٣) وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ (٢٢٤) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ (٢٢٥) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ (٢٢٦) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً وَاِنْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (٢٢٧)}

الإعراب:

{أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} {أَيَّ} منصوب على المصدر ب‍ {يَنْقَلِبُونَ} وتقديره: أي انقلاب ينقلبون. ولا يجوز نصبه ب‍ {سَيَعْلَمُ} لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله؛ لأن الاستفهام له صدر الكلام، وإنما يعمل فيه ما بعده.

البلاغة:

{أَفّاكٍ أَثِيمٍ} كلاهما صيغة مبالغة على وزن فعّال وفعيل، أي كثير الكذب كثير الفجور.

{يَقُولُونَ} و {يَفْعَلُونَ} و {اِنْتَصَرُوا} و {ظُلِمُوا} بين كلّ طباق.

{فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ} استعارة تمثيلية، شبه حال الشعراء بإفراطهم في المديح والهجاء واسترسال الخيال بالتائه في الصحراء الذي هام على وجهه، فهو لا يدري أين يسير.

{مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} جناس اشتقاق.

{يَهِيمُونَ}، {يَنْقَلِبُونَ}، {يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ} سجع لمراعاة الفواصل وخواتيم الآيات.

المفردات اللغوية:

{هَلْ أُنَبِّئُكُمْ} أخبركم يا أهل مكة وأمثالكم. {تَنَزَّلُ} أي تتنزل، ثم حذفت إحدى التاءين من الأصل. {أَفّاكٍ} كذاب. {أَثِيمٍ} فاجر، مثل مسيلمة الكذاب وغيره من الكهنة، وهما صيغة مبالغة، أي كثير الإفك والكذب، كثير الذنوب والفجور. {يُلْقُونَ السَّمْعَ} أي

<<  <  ج: ص:  >  >>