{إِلاّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} نصب {نَفْسَهُ} إما بنزع الخافض الجار، وتقديره: سفه في نفسه، أو لأن {سَفِهَ} بمعنى جهل، وهو فعل متعد بنفسه، أو منصوب على التمييز، وهو قول الكوفيين. {وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصّالِحِينَ}: {فِي} متعلقة بعامل مقدر، وتقديره: وإنه صالح في الآخرة لمن الصالحين، ولا يجوز أن تتعلق بالصالحين؛ لأنه يؤدي إلى تقديم معمول الصلة على الموصول.
{وَوَصّى بِها} الضمير يعود إلى الملة المذكورة في قوله تعالى: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلاّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ}.
البلاغة:
{وَمَنْ يَرْغَبُ} استفهام إنكاري بمعنى النفي، أي لا يرغب عن ملة إبراهيم إلا السفيه، والجملة واردة لتوبيخ الكافرين. {وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصّالِحِينَ} التأكيد ب (إن) و (الكلام) لتعلقه بأمر غيبي في الآخرة، بخلاف حال الدنيا، فإنه مشاهد.
{إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ: أَسْلِمْ} التفات عن الحضور إذ السياق: (قلنا) إلى الغيبة. و {رَبُّهُ} لإظهار مزيد اللطف والاعتناء بتربيته. وجواب إبراهيم {أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ} دليل على قوة إسلامه، وفيه إشارة إلى وجوب الخضوع لله تعالى، وفيه التفات من الخطاب إلى الغائب.