{لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها.}. قال أحمد الإسكندري في حاشية الكشاف: ٥٣٧/ ١: اشتمل هذا الكلام على النوع المعروف من علم البيان والبلاغة باللف، وأصل الكلام: يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا لم تكن مؤمنة قبل: إيمانها بعد، ولا نفسا لم تكسب في إيمانها خيرا قبل: ما تكسبه من الخير بعد، إلا أنه لفّ الكلامين، فجعلهما كلاما واحدا بلاغة واختصارا وإعجازا. ومبدأ أهل السنة: لا ينفع بعد ظهور الآيات اكتساب الخير، وإن نفع الإيمان المتقدم في السلامة من الخلود في النار.
المفردات اللغوية:
{هَلْ يَنْظُرُونَ} ينتظرون أي ما ينتظر المكذبون. {إِلاّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ} لقبض أرواحهم. {أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ} أي أمره، بمعنى عذابه. {أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ} أي علاماته الدالة على الساعة. {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ} وهي طلوع الشمس من مغربها، كما في حديث الصحيحين. {أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها} أي: أو نفسا لم تكن كسبت في إيمانها طاعة، أي لا تنفعها توبتها، كما في الحديث.
المناسبة:
هذه الآية إنذار للكفار بعد إنذار بسوء العذاب، فلما بيّن الله تعالى أنه إنما أنزل الكتاب إزالة للعذر، وإزاحة للعلة، بيّن أنهم لا يؤمنون البتة، أي لا أمل في إيمانهم.
التفسير والبيان:
يتوعد الله تعالى الكافرين والمخالفين لرسله والمكذبين بآياته والصادين عن سبيله، فهم ما ينتظرون ولا يؤمنون إلا إذا جاءهم أحد أمور ثلاثة: وهي مجيء الملائكة، أو مجيء الرب، أو مجيء الآيات القاهرة من الله تعالى.